مع حركة التدوين الأولى للشعر النبطي وبداية نقله من الحديث الشفاهي المتداول الى الكتب كان الشاعر نجا مفلح الرشيدي وحباب السندي من أوائل المؤلفين في التصدي لمهمة التدوين، ورغم صعوبة المهمة وقتها في تدوين وتوثيق القصائد المتناثرة في صدور الرجال والمتناقلة بين الناس إلا انهما تمكنا ولو بجزء يسير مما هو متوافر لديهما من القيام بعملهما على أكمل وجه ودون أخطاء تذكر، بل كانت حركة التدوين التي قاما بها صحيحة الى درجة أنها - رغم عدم إلمامهما بأصول التدوين العلمية - كانت أقرب الى المصداقية ونقل الحقوق الى أصحابها.
***
الشاعر الراحل حباب السندي، والشاعر نجا مفلح أطال الله في عمره لكل منهما ٤ مؤلفات جمعا فيها قصائد معاصرين لهما وراحلين عندما انطلقا في رحلة التدوين وكان لعملهما دور في توثيق مراحل مهمة من جزء من تاريخ الشعر النبطي في الكويت والجزيرة العربية، وانطلقت رحلتهما في التدوين في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وكان عملهما - كلا على حدة - جيدا إلى درجة ان أعمالهما اليوم تعتبر مراجع لأي دارس لتاريخ الشعر النبطي، بل لا يوجد كتاب يؤلف عن الشعر النبطي الا ويضع كتبهما من المراجع الرئيسية، بل ان مكتبات أدبية مختصة مثل مكتبة البابطين تؤرشف بعض كتبهما كمراجع أدبية للشعر النبطي في الكويت.
***
في بداية عملي في الصحافة عاصرتهما ورأيت عملهما عن قرب ووجدت انهما يعملان كباحثين مختصين في مجال توثيق الشعر النبطي بل وكانا يعتبران مرجعين هامين في حال الاختلاف حول قصيدة أو شاعر أو لفظ في قصيدة، وأبرز ما كانا يتميزان به انهما يتمتعان بروح الباحثين الحقيقية المنصفة المحايدة لذا كانت ولم تزل كتبهما من المراجع المعتبرة.
***
مساهماتهما لم تتوقف فقط عند حدود التأليف والتدوين والتوثيق بل تجاوزت ذلك الى مشاركات فاعلة في ديوانية شعراء النبط إذاعيا وتلفزيونيا، وكان لهما دور كبير في إبراز شعراء شعبيين عبر احتضانهما وتوجيههما.
***
أعلم جيدا ان ديوانية شعراء النبط لا تزال معقل الشعر الشعبي والنبطي بل ومرجعية مهمة لكل ما يتعلق بهذا الشعر، واعلم أن الديوانية قامت بمبادرة تكريم روادها الأوائل رمضان الماضي، ولكن اقترح إعادة طبع كتب الشاعرين نجا وحباب وضمهما الى مكتبة الديوانية.
***
توضيح الواضح: أمين سر ديوانية شعراء النبط الأدب والشاعر وعميد المعدين نصار الخمسان اعتقد انه الأقدر والأقرب لفهم ما ذهبت إليه في المقالة هذه واعتقد انه- وكما اعرفه جيدا- قادر على إيجاد آلية يمكن فيها إعادة إنتاج ما تم تأليفه من أعضاء الديوانية.
[email protected]