اختصارا لكل الوصف فإن مدينة الزلفي هي جوهرة تاج نجد، ولا يمكن لأي مدينة أخرى ان تنازعها هذا اللقب أو حتى تحسدها عليه.
المرور مسافرا بالزلفي فقط يمكن ان يمنحك لمحة عن مستوى الجمال الذي تتمتع به وكيف أن أهلها أحالوها من واحة وسط الصحراء إلى جنة تجبرك على الوقوف بها بل والسكن فيها والإقامة فيها حتى ترى كل قطعة منها.
***
جوهرة تاج نجد، هذا أقل ما يمكن ان توصف به الزلفي، وتستحق هذا بل وأكثر، فهي مدينة ولدت من رحم الصحراء جنة خضراء، وكبرت وترعرعت تاريخيا حتى أصبحت ما هي عليه الآن مدينة ساحرة تنبض بحياة لأهلها ولزوارها.
***
من المستحيل ان تقنع اي مختص بتواريخ نشأة المدن أن مدينة ووسط الصحراء تمكنت من العيش والبقاء مئات السنين قبل اختراع ومرور الأسفلت وأصبحت اليوم أكبر نضجا وبهاء وروعة، فكأنما الزلفي كلما شاخت... أصبحت أجمل.
***
وبغض النظر عن علاقتنا ككويتيين بهذه المدينة وأهلها، أتحدث عن مدينة بعثت من رحم رمال الصحراء جنة، ولأساليب أهلها سبب رئيسي بل ووحيد في تحويلها الى ما هي عليه الآن، حتى انها أصبحت قبلة سياحية داخلية في المملكة العربية السعودية، وليست مجرد محطة عبور للمسافرين من الكويت الى حائل او من القصيم الى الرياض.
***
لا أعرف سرها، ولكنها مدينة حالما تدخلها في رحلة برية او رحلة طريق ستأسرك، وستجبرك على التوقف لتلتقط أدق تفاصيل الجمال التي صنعها أهلها بها، ولا أعلم أي عقلية إدارية او بلدية تحكمها، ولكنني اعلم يقينا ان كل ما فعله المسؤولون عنها حكوميا او إداريا هو نموذج يحتذى في اي بلدة من العالم.
***
أضواؤها أفخم من أضواء باريس، وشوارعها تنافس في ألقها أضواء الشانز، ففي اي وقت تمر بها ليلا او حتى بعد منتصف الليل ستجدها تضيء قلبها حتى آخر حدودها لك وكأنها تدعوك للإقامة، وقت فعلت ذلك معي، أو أنني رأيته بها فتوقفت، وعشت تجربة الزلفي، بكل شيء جميل فيها.
***
أتذكر ما قلته عن الزلفي اليوم جيدا عندما خرجت مع عائلتي في اغسطس ١٩٩٠ عند احتلال الكويت وكانت وجهتنا الأولى الزلفي ولا أنسى استقبال أهلها ولا القائمين على الأمن او القائمين على الإمارة فيها، كانت الزلفي جميلة واليوم أجمل بكثير، وإن كانت من جهة للسياحة في نجد فالزلفي كما رأيت ووجدت وعشت هي الافضل والأقرب بل والأرحب.
[email protected]