التعاطي كتابة مع الشأن السياسي في الوقت الحالي وفي ظل القوانين القاتلة للحريات والنازعة لأي فائدة مرجوة لطرح رأي بين الناس، أشبه بالدخول في معركة مع خيشة فحم، هيك أو هيك ستتلوث.
في زمن الاصطفافات غير المنطقية أصبحت محاولة طرح رأي منصف دقيق وعلمي أشبه بالسير فوق أرض زرعت في كل 5 سنتيمترات لغما، وسينفجر أحدها بك إن عاجلا أو آجلا.
وفي زمن باعة المبادئ وحواة لي أعناق الحقائق لإرضاء معازيبهم أصبح من المستحيل أن تقول شيئا مفهوما في فوضى لغة سياسية يسيرها المال.
زمن كثر فيه المحللون ممن لا يفهمون الألف من كوز الذرة فيما يقولون أو يتداولون أو يتناولون او يروجون له، بل ثبت أن بعضهم مجرد ناقلين لما يملى عليهم، مجرد ممر فارغ لما ينفخ فيه و«كله بحسابه».
***
المصيبة أن بعضا ممن كنا نعتقد انهم مثقفون او نتوسم فيهم الثقافة سقطوا في برك الاصطفاف بشكل مخجل للغاية، وعذرهم لا مجال للانتشار الإعلامي إلا بركوب هذه الموجات المتغيرة «يا أخي ان شاء الله عمرك ما انشهرت».
***
لدينا حالة من الفساد الإعلامي لم يسبق لها مثيل، وهي أخطر بكثير من الفساد المالي والإداري والسياسي، لأن الفساد الإعلامي غطاء يمنح التبرير والشرعية لكل أنواع الفساد الأخرى.
***
عامة هذه الأنواع ستختفي قريبا، أو لا لانتفاء الحاجة لها في مرحلة مقبلة، أو لأنها لا تمتلك أساسيات الإعلام التي تمكنها من الاستمرار، لا الآن ولا لاحقا.
***
الأمل الحقيقي في اختفاء ظاهرة الفساد الإعلامي هو الرهان على زيادة الوعي بين الناس وهذا فقط سيتكفل به عامل الوقت ولن يكون طويلا كما يظن البعض.
[email protected]