لدينا حالة فريدة وهي ان الحرس القديم لأي مرحلة سياسية يعيد إنتاج نفسه بحيث يصبح الحرس الجديد للمرحلة التي تأتي بعد حقبة سابقة.
***
نعم قد يسقط واحد أو حتى اثنان أو ربما ثلاثة من الحرس القديم ولكن الفريق ككل يستمر، كأنه فريق كرة قدم يخرج منه لاعبان أو ثلاثة لكنه يستمر في ذات منواله باللعب بأكبر عدد من اللاعبين القدامى.
***
المشكلة ان الحرس القديم مستمر في تحديث نفسه والتكيف مع كل مرحلة ليتناسب مع حجمها وقوتها وأساليبها، فيجدد نفسه شكليا رغم انه يسير وفق ذات الاتجاه الذي كان يسير عليه قبل أن يغير جلده ويعيد إنتاج نفسه بشكل يتواءم مع المرحلة الجديدة ومتطلباتها.
***
وما دام الحرس السياسي القديم قادرا على إنتاج نفسه سيتم بالتالي معه إعادة إنتاج ذات المشكلات التي نتحدث عنها ونلوكها إعلاميا منذ أكثر من ثلاثة عقود من التخلف الإداري إلى الإسكان إلى العجز المالي إلى الفساد..الخ الخ.
***
طبعا ما يساعد على قوة الحرس السياسي في كل مرحلة ويمكنه من الاستمرار هو وجود حالة من التعاطي الخاطئ للديموقراطية سواء بإدراك من الشعب او حتى بتورط دعم حكومي معين لتوجه من هذا النوع، لكن في الحالتين دونما إدراك للوعي الشعبي من خطورة إعادة انتخاب النواب أنفسهم بناء على النزعات القبلية والاجتماعية والمذهبية والمناطقية فسيستمر الفساد يتمدد ويستمر الحرس القديم يتجدد بذات المشكلات وذات الدوامة السياسية ونعيد ونكرر ما عشناه من جديد، وكأننا نعيد «تصفير» المشهد لنبدأ من جديد، رغم أننا لا نتجاوز المستوى الأول في افضل محاولاتنا في السعي لإدراك الديموقراطية كما نتمنى.
***
الانتخابات القادمة ووفق المعطيات الحالية ربما تشهد مساحة واضحة من التغيير ولكن مهما كانت مساحة التغيير واسعة ستظل المنهجية ذاتها.
***
توضيح الواضح: لا ينفع أن تغير المدرس... بل الأفضل تغيير المنهج.
[email protected]