يحدثك عن فوائد الشوفان، وأهمية تناول الماء بكثرة وكيف انه مفيد للصحة، ويحذرك من الصودا الغازية وضررها على العظام والكلى ونظام السكر في دمك، ثم يعدد لك فوائد كل فاكهة، وبعد أن ينهي حديثه المليء بالحقائق عن الصحة، يعدل جلسته ثم يشعل سيجارته ويأخذ نفسا عميقا ويقول لك: من المهم جدا ان يعرف الشخص ماذا يأكل؟!
***
مثل هذا الشخص يشبه الحكومة تماما في تصريحاتها، فهي تعلن مكافحة الفساد - جزاها الله خير - بل وتعدد أضرار الفساد على مفاصل الدولة وخطره، وبين الفينة والأخرى تطلق تصريحات ضرورة وقف الهدر غير المبرر في كثير من القطاعات، وتتحدث بمناسبة ومن غير مناسبة عن ملاحقة المشاريع المتعطلة وضرورة القيام بإصلاحات عاجلة، ولكنها في النهاية... تضع قدما على قدم وتشعل سيجارا وتأخذ نفسا عميقا ولا تفعل شيئا مما تقول أو تصرح به.
***
التصريحات وحدها لا تبني مشروعا ولا تعاقب فاسدا ولا تنتج برميل نفط واحدا بشكل صحيح، بل التصريحات هي وسيلة إعلامية لتحسين صورة الحكومة بشكل مؤقت في أعين الشعب، أما على أرض الواقع فالخلل موجود والفساد مستمر وباق ويتمدد ويتمغط والتعيينات التي لا علاقة لها بالكفاءة مستمرة والمناهج التعليمية من سيئ إلى أسوأ والصحة بعدما تحسنت قليلا أصيبت بانتكاسة.
***
لا أريد أن اذهب بعيدا ولا أتشعب أو أعدد، ولكن كارثة الأمطار هي اكثر حادثة صرحت عنها الحكومة بمتوسط ٦٠ تصريحا خلال اقل من شهر عن معالجة الخلل وإصلاح لشوارع ومعاقبة المتسببين وتعويض المتضررين، ولكن «دلق سهيل» واقتربت فرص هطول الأمطار من جديد ولم تحل المشكلة ولم تزل الشوارع كما هي والمتضررون ينتظرون «هالجم دينار» اللي مو قادرة تصرفهم وزارة مالية أغنى دولة في المنطقة.
***
ستغرق الشوارع من جديد وستكون هناك كارثة أمطار أخرى، وبيننا وبين ما أقول أقل من شهرين، وستتحدث الحكومة عن فوائد الأمطار في تثبيت التربة ومنع الغبار، ثم تتناسى كارثة الأمطار الأولى، وندخل معها في كارثة أمطار ثانية، وتقيل مسؤولا أو اثنين «ما تشتهيهم أصلا» ثم تبدأ تعيد التصريحات حول الشوارع والخلطة الجديدة ومعاقبة الشركات.
***
المعادلة هنا: المواطن يدخن سجائر والحكومة تدخن سيجارا، بس المجلس شنو يدخن؟!!!.... قدو؟!
[email protected]