كمية الأخطاء سواء في توزيع الكليات أو الطرقات وتنظيمها وفوضى اليومين الأولين من بدء الدراسة في جامعة الشدادية يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن مسؤولي جامعة الكويت انتقلوا إلى مباني جامعة الشدادية دون أدنى دراسة للاستعداد لبدء العمل الفعلي والحقيقي.
فقط زحمة الشوارع الداخلية للمدينة الجامعية كفيلة بأن تثبت ان تصميم الجامعة ومبانيها وقرار الانتقال لها بهذا الاستعجال كان خطأ كبيرا جدا، ولا أحد يريد ان يعترف بهذا الخطأ، بل إن مسؤولي الجامعة وفي قرار الانتقال دخلوا في صراع ما اذا كانت مباني المدينة جامعة جديدة او هي جامعة الكويت، رغم ان المرسوم الصادر بشأنها يثبت أنها ليست جامعة الكويت بل جامعة جديدة إلا أنهم - اعني مسؤولي جامعة الكويت - ثاروا وهاجوا وتكتلوا لتكون الشدادية جامعة الكويت لينتقلوا لها وتكون «حقهم مقهم»، وقد حدث، وكان جهدهم منصبا على الاستحواذ على مباني الشدادية وان تكون مجرد «مباني زيادة» لجامعة قديمة وليست جامعة جديدة، واعلم أن وراء الأكمة ما وراءها، ولكن هذه ليست قصتنا، الذي يدفعني للتساؤل هو: لماذا لم يقم مسؤولو الجامعة بإجراء تشغيل جزئي تجريبي؟!، والا معقولة مدينة جامعية طويلة عريضة لا يوجد فيها علامات إرشاد واضحة، كما أثبت د.تركي العازمي في مقطع فيديو له أوضح وجود ازدحام مروري داخل الجامعة بين الكليات يستمر لأكثر من ساعة.
والآن، وقد انتقلت الجامعة.. إلى الجامعة، وحدثت الفوضى بأسباب أخطاء هندسية وإنشائية، فهل تكرمت الحكومة علينا وأحالت المسؤولين عن الفوضى وأسبابها إلى التحقيق؟ فلا يعقل أن ننتظر مدينة جامعية لأكثر من ١٨ عاما ومع التأخير والتسويف وعشرات الحرائق ثم الانتقال السريع غير المدروس للكليات واخرتها فوضى وازدحامات وكأن هذه الـ ١٨ عاما ذهبت هباء منثورا ومعها مئات الملايين من الدنانير لصرح يخلو من الحدود الدنيا من الترتيب اللائق.
ببساطة من وقّع قرار الانتقال ووافق عليه يفترض أن تتم مساءلته داخل وزارة التربية لأنه وافق على شيء نظريا صحيح ولكنه على ارض الواقع كارثة ستستمر لسنوات.
[email protected]