لا نقول بعد الوعكة الصحية المفاجئة الأخيرة التي ألمت بوالدنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، سوى «خطانا السو.. يا صاحب السمو»، فالمصاب مصابنا وأي مصاب يمسّك يمسّنا جميعا، فذلك جزء من ثقافتنا في رؤيتنا للحاكم، سواء كانت ثقافتنا الديموقراطية الكويتية أو موروثنا التاريخي المتجذر في علاقتنا بآل الصباح عموما وبك على وجه خاص والذي سيذكره التاريخ بشيء فاخر من الإيجابية بنهضة الكويت الجديدة أنت والدها وبانيها ومؤسسها، وأخيرا إرثنا الديني الذي يلزمنا طوعا ببيعة لك في أعناقنا.
خطاك السو يا صاحب السمو، وخطانا السو، وألبسك ثوب الصحة والعافية لتعود لإكمال مسيرة نهضة الكويت الثالثة على يديك الكريمتين وعقليتك الرؤيوية البعيدة التي شهد لك بها العالم قبل أن نقولها عنك أو لك كحاكم لبلدنا نراه قدوة ومؤسسا لنهضة جديدة طال انتظارنا لها.
بعيدا عن السياسة وتناولاتها، وبعيدا عن تنظيراتها الجاهزة المعلقة التي يطلقها هواة جلد الذات سياسيا، يعلم الله أننا نعمنا خلال فترة حكم صاحب السمو الأمير بقفزات نهضوية اختصرت واختزلت سنوات من التوقف عن التنمية، وعوضتنا عن توقف قسري كان للسياسة المتضادة دور كبير فيه، فجاء صاحب السمو وطرح رؤيته بل وقدمها كمشروع نهضة دولة، بل نهضة أمة، ليعود بلدنا من جديد بلدا له ثقله السياسي الذي لا يستهان به في محيطه الإقليمي والعربي بل العالمي أيضا، أما من الداخل فقط وضعت أسس تنموية حقيقية لنهضة نراها رأي العين كل يوم أمامنا، مشاريع حقيقية تنهض وتبنى وتفتتح وتعمل، وتغيرت كثير من آليات العمل إلى الأفضل في وزارات ومؤسسات الدولة إلى درجة يصعب رصدها أولا بأول، لأنها جزء من مشروع نهضة الدولة وليست باسم احد أو تبعا لأحد.
ككويتي لا يمكن الا أن تكتب مقالة عن صاحب السمو الا بنفس الابن وليس المواطن فقط، ذلك أن صاحب السمو وفي كل خطاباته السياسية ومواجهاته لأي حدث لم يكن الا والدا للجميع، حتى في تعامله السياسي مع مختلف الأحداث داخليا أو إقليميا كان يتعامل بنسق الأب الحكيم، فاستحق ان يخاطب بهذه الصيغة.
واستحق ان تقول «خطانا السو يا صاحب السمو».
[email protected]