لا أعلم لماذا لم ينتبه أحد إلى أن هناك طبقة سياسية كاملة اختفت وظهرت طبقة سياسية مختلفة في غضون أقل من 5 سنوات، وهو زمن قياسي، وبقياس عمر الشعوب كأننا لبثنا يوما أو بعض يوم لنصحو على أسماء جديدة تتصدر المشهد السياسي وما حوله.
****
التغيير سنّة، ولكن التغيير الجذري وبهذه الطريقة فيما لو أعدنا حسابات مسببات ومعطيات التغيير لوجدنا أنه تغيير غير منطقي أوجد لنا طبقة سياسية أغلب المنتمين إليها طارئون على السياسة عمليا وفكريا، ولهذا تحدث الكوارث السياسية التي نشهدها بين فترة وأخرى في إقرار قوانين مقيدة للحريات بشكل متوسع او قوانين بمثالب دستورية، وبالتوازي مع ظهور تلك الطبقة وتسيدها المشهد كان لابد من ظهور المروجين لها و«المطبلجية» الذين لا يقلون عنها في درجة ارتكاب الأخطاء السياسية.
****
بتصوري ان هذه الطبقة وفي معظمها على الأقل طارئة، ظهرت في ظروف غير طبيعية وغير سليمة ديموقراطيا ولأسباب مؤقتة، وسينتهي وجودها بانتهاء الأسباب وهي التي قد انتهت فعلا، كل ما هنالك ننتظر أقرب انتخابات، وسيكون التغيير الأكبر من نصيب تلك الطبقة السياسية، أما ما سينتج عن الانتخابات وأي شكل سينتج؟! فالإجابة هي ان التغيير بمجمله مرهون بمستوى وعي الشعب.
****
وللأسف ان مقياس الوعي الطبيعي للمراقبين يتم أخذه من خلال قراءات ومعطيات وسير العمليات الانتخابية الطلابية، وما شهدته بعض الانتخابات الطلابية سواء من انتخابات فرعية، إلى تعبئة الغضب بين جموع الطلبة من القوائم المتنافسة وكأننا عدنا إلى داحس والغبراء، واستخدام لغة «دق الخشوم»، فأعتقد ان الانتخابات البرلمانية القادمة وان نتج عنها تغيير في الوجوه الا ان النهج سيكون كما هو.
****
توضيح الأوضح: أهداني مشكورا الزميل الباحث الدكتور عايد الجريد نسخة من كتابه «النادي الأدبي الكويتي ودوره في الإصلاح»، وللأمانة الكتاب وإن كان يوثق لمرحلة سابقة باحترافية عالية وأسلوب أدبي سلس، الا انه يمكن إعادة قراءة ما أورد المؤلف من أحداث وإسقاطها على واقعنا اليوم، فكم نحن بحاجة إلى ناد أدبي مثل الذي تناوله الكتاب، بل كم نحن بحاجة الى جمعيات نفع عام تقوم بدورها الحقيقي في رفع مستوى الوعي بدلا من أن بعضها غارق في الصراعات الداخلية للجمعية وبعضها لا يفعلون شيئا سوى تقديم «شاي الضحى» و«شاي العصر»، وبعضها يستخدم للوجاهة الشخصية، قلة من جمعيات النفع العام.. تعمل للنفع العام.
[email protected]