إذا كانت لديك مشكلة في أسنانك فمن البديهي والطبيعي والمنطقي جدا أن تذهب إلى طبيب أسنان، وإذا كانت المشكلة في إحدى عينيك فإن خيارك العقلاني سيكون التوجه إلى طبيب عيون، وإذا كان في سيارتك عطل ما فأنت تذهب بها إلى ميكانيكي أو كهربائي أو «بنشرچي» طبقا للعلة التي تعاني منها سيارتك «القرنبع».
****
تريد ان ترفع قضية فمن الطبيعي أن يكون خيارك... محاميا، فالمنطق يقول ان تذهب بالمشكلة إلى صاحب الاختصاص.
ومنها قياسا إذا أردت أن تتعامل مع الإعلام فعليك باللجوء إلى صحافي أو إعلامي مختص، سواء كنت وزيرا أو جهة حكومية أو خاصة أو حتى راعي بقالة.
****
وزارة الصحة أعلنت قبل أيام تعيين د.عبدالله السند ناطقا رسميا باسم وزارة الصحة، وهو طبيب اختصاصه الباطنية، وللأمانة في مجاله كطبيب ليس له سوى المديح علما وخلقا، ولكن هذا ليس مجاله ولا مجال علمه ولا عمله، وليس من المفترض أن يعين طبيب لا قبل التعيين الأخير ولا بعده في هذا المنصب الذي يتطلب خبرات إعلامية وليست طبية، ولكن من بين ما أوضح بيان وزارة الصحة حول مهام الناطق الرسمي أن مهمته تشمل متابعة ما ينشر في وسائل الإعلام والتواصل وتقديم تقرير عنها وتجهيز الردود المناسبة عليها، وهذه مهمة لا يصلح لأن يقوم بها طبيب أبدا، فهنا عكس لكل مفهوم التخصص الذي يفترض ان تراعيه وزارة الصحة وكل الوزارات غيرها، بل ان الوصف الوظيفي طبقا لمهام الناطق الرسمي وفق ما أعلنت وزارة الصحة يجب أن ينطبق على شخص له دراية واسعة بالإعلام وكيفية تحليل الأخبار الواردة ورصدها والرد عليها بالصيغة الصحيحة والمناسبة، وهذا مو شغل أطباء.
****
هذا الأمر في خطأ تعيينات مسؤولين بمتطلبات إعلامية ليس مقتصرا على وزارة الصحة بل بقية الوزارات سواء التي لديها ناطق رسمي أو تلك التي ليس لديها ناطق رسمي، فردود الوزارات على الأخبار أو المقالات أو ما ينشر في التواصل اغلبها ردود إنشائية تفتقر للحنكة الإعلامية بل تفتقر للغة الإعلامية البسيطة لأن من يكتبها ويشرف عليها ويكررها ليسوا إعلاميين ولا علاقة لهم بالإعلام فتخرج مجرد بيانات إدارات علاقات عامة بكلام إنشائي لا يودي ولا يجيب.
****
توضيح الواضح: باعتقادي أن الوحيد الذي تم تعيينه ناطقا رسميا في الدولة كلها وتنطبق عليه مواصفات الإعلامي من حيث الدراسة أو الخبرات العملية المكتسبة هو طارق المزرم.
****
توضيح الأوضح: التدويرات الأخيرة في وزارة الصحة بحسب ما يذكر أحد المسؤولين معلقا عليها أنها «مثل صالة بيتكم لما تغير أماكن الأثاث»، فالصالة هي هي لم تتغير والأثاث نفسه، شيل من هنيه وحط هناك.
[email protected]