الاثنين قبل الماضي كتبت مقالا تحت عنوان «وزارة التجارة والجوكر»، واتصل بي عدد من الزملاء وبعض من ردود القراء على بريدي يعتبون علي فيها أنني مارست «الغش» في العنوان في أنني وضعت اسم «الجوكر» كوسيلة للجذب، خاصة أن فيلم الجوكر لواكين فينيكس حديث العالم اليوم، وأن مقالتي لم تضم شيئا عن فيلم الجوكر الجديد.
***
وكنوع من الاعتذار اليوم سأتحدث عن فيلم الجوكر الذي «حفروا مخنا فيه» طبعا بعدما اضطررت لمشاهدته.
بداية كشخص متابع لعالم «دي سي كوميكس» منذ أن كنت مراهقا، فقد نشأت على قراءة سلسلة «Batman» باللغتين العربية والإنجليزية، وبالنسبة لي ولعشاق سلسلة «دي سي كوميكس» فإن نشأة الجوكر نتفق بذاكرتنا على أنها كانت وفق القصة الأصلية أنها بسبب سقوطه في وعاء مواد كيميائية أدى إلى تشويهات خلقية أدت إلى تحول بشرته إلى الأبيض وشعره إلى اللون الأخضر وأكسبته تلك المواد نزعة جنونية لتكون قدرته الخارقة الوحيدة كشرير وعدو للوطواط.. الجنون المطلق.
***
طبعا من خلال سلاسل «دي سي كوميكس» هناك أكثر من سيناريو لنشأة.. «الجوكر» ومنها ما تم استخدامه في الفيلم الذي لعب فيه هيث ليدجر دور الجوكر، ولكن السيناريو المتفق عليه على الأقل بالنسبة لأبناء جيلي هو السقوط في وعاء من الكيماويات التي جعلته على ماهو عليه.
***
ولكن فيلم الجوكر الجديد لواكين فينيكس ليس الجوكر الذي نعرفه، وليس الجوكر الذي تابعناه، وطبعا مشاهدة فيلم الجوكر دون وجود الرجل الوطواط هو تماما كمشاهدة فيلم روميو وجولييت دون... وجود جولييت.
> > >
الفيلم لم يرق لي كوني أعرف أنه لا جوكر من دون الوطواط، والقصة لا علاقة لها بكل سيناريوهات نشأة الجوكر، ولكن هذا لا ينفي عبقرية الفيلم ولا الأداء العبقري لواكين بعيدا عن أحكام ذاكرة القصص المصورة التي أحتفظ بها، فالفيلم يمكن اعتباره فيلما مستقلا وقصة أصلية بعيدا عن تأثيرات القصص المصورة القديمة.
***
طبعا من يتابع مسلسل «Gotham» كما أتابعه سيعي حقيقة كيفية صناعة عمل مستقل من عالم «دي سي كوميكس» دون وجود الأبطال الرئيسيين، وبرأيي كما نجح مسلسل «Gotham» نجح فيلم الجوكر.
***
توضيح الواضح: يواكين سيكون نجم الأوسكار بلا منازع فأداؤه العبقري كان جذر نجاح الفيلم بأكمله، وسيكون أنجح فيلم لـ «دي سي كوميكس» على الإطلاق.
[email protected]