لا أعتقد أن هناك توصيفا مناسبا للحالة السياسية التي ستكون عليها البلاد خلال الأسابيع المقبلة سوى حوار الفنان إبراهيم الصلال في مسلسل الأقدار، وهو يروي حكاية بنت الخباز، والذي يقول في مقطع منه: «شجر يمشي.. حبال تطير.. شوي وإلا مطر.. شوي وإلا بردي»، وذلك لأن التغيير سيكون كبيرا بحسب ما يتوقعه غالبية المطلعين على الجانب السياسي، ربما، وأقول ربما يصل الأمر إلى حد التغيير شبه الجذري، وهو ما ذكرته سابقا في مقالات، أي عن حالة التغيير المرتقبة قبل 6 أشهر.
***
التغيير سيكون مختلفا، ولا أعتقد أنه سيكون هناك تحليل سياسي قادر على تشخيص هذا «التغيير المختلف»، ولكن الكل الأقرب للحكم على هذا التغيير المنتظر أنه سيكون للأفضل بشكل عام، أعني أنه لا يمكن أن يكون أسوأ من الوضع الحالي الذي نعايشه ونحن وسط شكل من أشكال الدوامة الديموقراطية منذ سنوات، بل والتشابك غير المحمود بين السلطتين الذي أدى الى تنازل إحداها لدورها عن الأخرى، ما أفقد نظامنا الديموقراطي شيئا من جوهره الأساسي.
***
طبعا قبل التغيير المرتقب هناك الآن حالة من الانفراج السياسي بين التيارات «المتزنة» التي ابتعدت جزئيا أو كليا عن المشهد برغبة منها أو فرضا عليها، وهذا ما ينبئ أن التغيير المرتقب قريب جدا بل ووشيك، ومن المحتمل أن يطول النظام الانتخابي شيئا من هذا التغيير، وهذا وحده كفيل بتغيير خارطة المشهد السياسي وأن يقلب الموازين.. أيضا كما ذكرت أي تغيير سيكون باتجاه الأفضل.
***
وأي تغيير سياسي اليوم يسبق الانتخابات البرلمانية المرتقبة فسيتسبب في نسف كل تدابير التيارات والكتل السياسية والأقطاب المتداخلة معها، وهو ما سيتغير معه شكل الصراع على النفوذ، وهو أعتقد ما يجب أن يتم لأن الوضع لم يعد يحتمل.
***
توضيح الواضح: في فيلم «V for vendetta » وعلى لسان الشخصية الرئيسية جاءت جملة «تذكر تذكر الخامس من نوفمبر»، واعتقد أن هناك تشابها بين الخيال السينمائي والواقع السياسي هنا، وكل نوفمبر وأنتم بخير.
[email protected]