وزير الأعلام الأسبق الشيخ حمد جابر العلي لم يكمل عاما كاملا في منصبه رغم انه تولى حقيبة وزارة الإعلام في حكومتين مختلفتين تماما وفي فترة سياسية ملتهبة الأحداث والمجريات.
ورغم قصر مدة توليه مهام الحقيبة، إلا أن ذلك لا يمنع من انه احدث تغييرات جذرية في وزارة الإعلام التي كانت وحتى توليه الحقيبة مجرد وزارة «زايدة عن الحاجة حكوميا» بعد أن ظلت فترة من الزمن حقيبة تسلم لآخر من يقع عليه الاختيار، ولكن مع تسمية الشيخ حمد وزيرا وتوليه حقيبتها اختلف الوضع وعاد إلى وزارة الإعلام شيئا من وهجها الذي افتقدته أو كادت تفتقده.
***
كنت مكلفا بتغطية الجانب السياسي في تلك الفترة لوزارة الإعلام، وأعرف يقينا ما الأشياء التي غيرها الشيخ حمد جابر العلي أو على الأقل أعاد توجيهها نحو إعادة وزارة الإعلام إلى الإعلام بعد أن كادت تتحول إلى وزارة خدمات منسية، ومن أهم ما فعله أو من اهم قرارته كما أتصور خلال فترة توليه الوزارة هو أن في عهده تم نقل وقائع الانتخابات البرلمانية على الهواء مباشرة عبر تلفزيون الكويت في نقل حي مباشر طوال يوم الاقتراع حتى إعلان النتائج، وهو الأمر الذي اصبح عرفا تلفزيونيا كل انتخابات.
وللأسف ان هذا التغيير الإعلامي والقرار المتميز الذي أحال تلفزيون الكويت من «ميت إخباريا» إلى نقل «حي» لأهم حدث لم ينسب لصاحبه الشيخ حمد العلي كما يجب رغم انه بصمته أو جزء من بصمته عليه.
***
كما قلت، قصر الفترة التي تولى فيها حقيبة الإعلام لا يمنع من انه احدث فيها ما يشبه صدمة الإنعاش القلبية التي أعادت للوزارة التي كاد يتوقف نبضها، وكأنه أجرى لها «إعادة تشغيل» لتسير بعده على الطريق الصحيح.
***
التوقيت السياسي لم ينصفه بشكل يليق بما فعله، وقصر الوقت لم ينصفه لإجراء التعديلات التي كان يمكن أن تحسب له، وهو الذي كان يحمل الكثير من الأفكار والرؤى.
***
توضيح الواضح: الشيخ حمد متحدث لبق، وشخصية واضحة جدا قد لا تليق به السياسة لهذا السبب، ولكنه كوزير كان ناجحا جدا رغم قصر مدة توليه الحقيبة.
[email protected]