تضمن النطق السامي الذي تفضل به صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، 3 رسائل مهمة جدا، بل إنها تشكل مختصر ما يمكن أن يكون خارطة طريق إصلاح سياسية محليا وإقليميا وعربيا، فقد أشار بوضوح وبما لا يقبل الشك محليا إلى ضرورة العمل على تأصيل الوحدة الوطنية والعمل عليها لما فيه الصالح العام، وإقليما طرح في خطابه أن الأزمة الخليجية لا بد أن تنتهي كون استمراريتها بهذا الشكل ينعكس سلبا على جميع دول المنطقة ومستقبلها وأمنها، وأما عربيا فوجه سموه دعوة للتسامي على الخلافات العربية.
فكأن خطاب سموه موجه برسائل دعوات إصلاحية، ولم يكن مستغربا عليه ولا مستغربا منه، فلطالما كان هذا دوره محليا وإقليميا وعربيا في إصلاح ما تفسده الخلافات حتى قبل توليه مقاليد الحكم.
***
خطاب صاحب السمو انطلق بهذه الرسائل المختصرة الجامعة بما يمكن اعتباره خطوط حل عريضة للداخل والخارج الإقليمي والعربي كذلك، في خطاب مختصر جامع شامل وواضح لا مجال للبس حوله، في منطقة ملتهبة سياسيا بشكل خطير جدا.
***
أما الرسائل السياسية إلى الداخل الكويتي فكانت واضحة وبسيطة وهي أن تتعاون السلطتان بما فيه المصلحة العليا للبلاد، في العمل على تطبيق وتشريع القوانين، ولعل أهم نقطة هو تأكيد سموه على حقوق النواب في استخدام الأدوات الدستورية شريطة أن تكون دون تعسف.
***
بعد هذا الخطاب السامي لا مجال لطرح التأويلات حول مستقبل بقاء المجلس والحكومة، وإن كان شرط «عدم التعسف» سيغير من المعادلة في حالة كسر هذا الاشتراط في أي وقت.
***
خطاب ملؤه الحكمة طرزت ديباجته سنوات من الحنكة من سيد الديبلوماسية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وليس لنا بعد هذا الخطاب الواضح إلا أن نقول: «سمعا وطاعة يا صاحب السمو».
[email protected]