التجمع السلمي لإبداء الرأي حول قضية تمس البلد ليس أمرا مشروعا فقط ومحميا قانونا ودستوريا، بل هو جزء من الحياة الطبيعية السياسية الفاعلة التي يقوم بها الأشخاص العاديون، والمسألة ليست بحاجة من أي منهم لتبرير سعيه أو مشاركته في تجمع من هذا النوع.
التجمع حق مطلق خالص، وإطلاق رسالة أو عدة رسائل للمعنيين من الحكومة أو غيرها خلال ذلك التجمع هو من أبسط حقوق الأفراد لإبداء الرأي.
وتضخيم مثل هذا الأمر والتهويل منه أو حتى شيطنته ليس من العقل في شيء، خاصة في الكويت التي بني جزء كبير من ثقافتها السياسية الشعبية على مثل هذه التجمعات والندوات.
وليس من حقك أبدا مناقشة شخوص من يدعو للتجمع أو حتى التظاهر، بل حقك ينحصر في الأفكار التي سيطرحونها والرسائل التي يحملونها معهم في التجمع.
ساحة الإرادة على موعد غدا مع تجمع سلمي دعا إليه النائب السابق صالح الملا، وفكرة التجمع رسالة بحد ذاتها، وأعتقد أن جزءا منها وصل قبل حتى أن ينطلق التجمع في كمية حشد رأي تشكل عبر وسائل التواصل الاجتماعي يدافع عنها رغم أن مضمونها غير متضح الملامح بشكل كامل، ولكنها كفكرة مبدئية سليمة وسلمية وحق مكفول للأفراد الذين سيشاركون أيا كانت انتماءاتهم.
والرافض لفكرة التجمع هو تماما كمن ينفي واقع الديموقراطية في الكويت، والطبيعي هو أن ندافع عن التجمع كحق وأن ندافع عمن سيشارك لإبداء رأيه حتى لو اختلفنا معه.
عموما، «انت ما تبي تروح للتجمع».. لا تروح يا أخي، ولكن ليس من حقك أبدا محاولة شيطنة من دعا أو من سيشارك، فالوضع يجب ألا نحمله أكثر مما يحتمل، المسألة تجمع سلمي هدفه إيصال رسالة للمعنيين حول قضايا واضحة تمس الإصلاح في البلد.
وإذا أردت أن تمارس حقك في إبداء الرأي ضد هذا التجمع فانتظر - الله لا يهينك - التجمع حتى ينتهي وعندها منطقيا يمكنك انتقاده أو تحديد مكامن الخطأ والصواب به، أما انتقاده قبل أن يبدأ فأنت إما ساحر أو تخشى من تجمع بسيط كهذا.
[email protected]