السؤال البسيط، ودونما الدخول في تفاصيل الأحداث الأخيرة، والذي يفرض نفسه ويلقيه البعض على استحياء هو: هل انتهت المعارضة؟!
والجواب بأكثر بساطة: نعم، انتهت على الأقل بشكلها المؤثر الضاغط، ولم يعد لها وجود حقيقي ملموس على ارض الواقع السياسي، ثم لا شيء، لأنه سيتشكل او انه تشكل لدينا فعليا طيف سياسي عام يغلب عليه التوجه الأحادي، فمع غياب الصوت المعارض او المعترض، ولتطلق عليه ما تشاء، ستسير السياسة في البلد باتجاه واحد بل ووحيد، ومعه سنفقد تمازج الآراء وتباينها والتي معها يمكن ان ينتج شيء صحيح أو أكثر صحة.
> > >
وللأمانة في إنهاء حالة المعارضة السياسية لدينا لا يوجد منتصر ابدا، الأهم ان الحكوميين وما تبعهم من الموالاة ليس لهم اي دور في إنهاء قوة المعارضة، بل ان المعارضة نفسها هي سبب إنهاء عملها السياسي المؤثر بنفسها، ويجب على المعارضة ان تعترف بهذا اولا، من انها خسرت بسبب رهاناتها الخاطئة وحساباتها الأكثر كارثية، كونها اولا وقبل كل شيء دخلت كطرف غير محايد احيانا كثيرة في صراع الأقطاب، وثانيا انها قفزت على نتائج ذلك الصراع بخطوات تجاوزت الواقع السياسي في البلاد استنادا إلى معطيات خارجية احيانا وداخلية احيانا أخرى، وهذان السببان كانت محصلتهما خسارة المعارضة لشكلها الدستوري القانوني وبالتالي خسارة كل وسيلة تأثير لديها في الشارع السياسي على المدى القريب.
> > >
ليس مطلوبا من المعارضة طبعا الحيادية سياسيا، ولكن في صراع النفوذ كان يجب عليها اتخاذ الحيادية كطريق واتباع نهجها الاصلاحي الذي تزعمه دونما ارتباط بطرف دون آخر، ولكن رهاناتها تلك واصطفاف بعض رموزها في ظل صراع الكبار هو ما ادى الى نتيجة حتمية بأن تعلق مصيرها بنتائج ذلك الصراع للأسف.
> > >
لا أعتقد عودة قريبة للمعارضة بشكلها التقليدي السابق الذي كانت عليه قبل سنوات، ولكن باعتقادي ان الانتخابات القادمة ستخرج شكلا جديدا من المعارضة اكثر قربا من الإصلاح منه الى الاصطفاف مع طرف دون آخر، ذلك على اعتبار ان الصراع على النفوذ بدأ ينتهي او على الأقل تم تحييده في حدوده الدنيا.
[email protected]