في منتصف العقد الثاني من الألفية الحالية ومع تطور المؤثرات البصرية الرقمية بدأت هوليوود تعيد خلق الأساطير اليونانية سينمائيا، ومن اشهر تلك الأفلام كانت ثنائية «clash of the titans» ومعها أو قريب من فترة الإنتاج كان فيلم «the lighting thief»، وقبلها وبعدها كانت هوليوود وغير هوليوود تعيد إنتاج الأساطير اليونانية إما بشكلها المروي والمنقول بشكل حرفي أو بشكل دمج بين الحاضر والأسطورة كما في فيلم «سارق البرق».
وأغلب تلك الأفلام تستمد كلا أو جزءا منها من الأساطير اليونانية القديمة كميدوسا واثينا وبوسايدن والأخ غير اللطيف «هاديس».
مسرحيا تمت معالجة تلك الأساطير بطرق شتى لا تعد، ومنها ما قدمه المسرح الكويتي ضمن عروض الدورة العشرين للمسرح في مسرحية «هاديس» التي ثارت عليها ضجة برائحة سياسية كونها تحوي إيحاءات أو إسقاطات «خادشة»، كما ذكر من روج اعتراضا على المسرحية التي أخرجها أحمد العوضي.
المسرحية لمن لم يشاهدها واكتفى بالحكم على محتواها من خلال مقطع صوتي يتحدث فيه صاحبه كما يبدو من واقع قراءته للنص المكتوب للمسرحية وليس كما عرض على خشبة المسرح فعليا.
وكان ذلك واضحا من خلال سرده في المقطع الصوتي من أنه قرأ النص ولم يشاهد العرض.
شاهدت المسرحية وليس فيها خروج كما تم تصويره، بل كما رأيت كمشاهد معالجة جيدة لفكرة من الميثولوجيا اليونانية بحوارات تصل إلى حد الكمال اللغوي أحيانا بأداء مقنع من ممثلين اقل ما يمكن وصفهم به انهم محترفون وما قدموه كان نجومية تمثيلية حقيقية.
لا مبرر أبدا للهجوم على المسرحية، ولا يوجد أدنى مبرر خاصة لمن حمل لواء المحافظة وهو لم يشاهد المسرحية، أو أنه فسرها على هواه.
المسرحية حوت متعة لغوية وتمثيلية وإخراجية وشيئا من العمق الفلسفي السهل.
توضيح الواضح: تبي تصير بطل ومحافظ سياسي وتهاجم المسرحية «يرحم والدينك» شوف المسرحية بالأول بعدين اعترض وصير بطل، ما شفتها وتنظر على مخنا لا وألف لا، وهذه الكائنات التي تعترض فقط لأنها سمعت هي جزء من مشكلتنا، فينتقدون الكتاب وهم لم يقرأوه ويعلقون مشانق المسرح وهم لم يشاهدوا العرض ولم يقرأوا النص.
توضيح الأوضح: روح اليوتيوب وتلقى المسرحية موجودة ما فيها أي شيء، وأنا شخصيا وبفضل توجيه من تغريدة للفنان خالد البريكي عبر حسابه شاهدت المسرحية، فشكرا بوشيخة وشكرا لأحمد العوضي وشكرا لطاقم العمل فأنتم مبدعون وأنتم منجم ذهب التمثيل يخرج ويتخرج منه أمثالكم، وشكرا للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لأنه تعامل مع موجة الاعتراض السخيفة بالحد الأدنى من التصرف ببيان مقتضب.
[email protected]