زار والده السبعيني في المستشفى وبعد أن عاده واطمأن عليه قرر الرحيل، فقال لوالده مازحا: أنا ماشي بس أبيك تدعي لي ادعم مليون دينار!، فرد والده لا إراديا: «إن شاء الله تدعم مليون دينار يا وليدي»، وكانت وكما يفترض مجرد دعوة بقالب فكاهي بين أب وابنه.
***
يقول الابن وهو من يروي الحكاية، لو كنت أعلم ان دعوة والدي لي ستتحقق بشكل حرفي مخيف وسريع لطلبت ان تكون دعوته كالتالي: «إن شاء الله يرزقك الله بمليون دينار»، ولأن ما حصل أغرب من الخيال يقول الشاب: عندما خرجت من عند والدي في المستشفى الخاص الذي يرقد فيه بحولي أخذت الطريق باتجاه العاصمة وكان خاليا تقريبا من الازدحامات المعتادة لأن الساعة كانت تشير الى الـ 9 مساء، وكنت أقود بهدوء شديد وسرعة سيارتي لم تتجاوز الـ ٨٠ كيلومترا، وكسائق أكثر من مثالي كنت أستمع لفيروز وأخطط كيف ستكون زيارتي لوالدي غدا، حتى سمعت فجأة صوتا خاطفا على يسار سيارتي والتفت وإذ بسيارة رياضية تعبر بسرعة ليتجاوزني قائدها من جهة اليسار اعتقد انه كان يسير فوق الـ ١٧٠ كيلومترا، ودون شعور مني ورغم ابتعاد السيارة المسرعة وجدت نفسي أقوم بإدارة عجلة القيادة الى اليسار وكأنني أحاول تحاشي تلك السيارة الرياضية التي كانت قد ابتعدت أصلا، هنا انتبهت ان سيارة كانت تسير بمحاذاتي من جهة اليسار ولكن قبل ان أتدارك الأمر اصطدمت بها جنبا بجنب، وانحرفت سيارتي جراء الاصطدام الى اليمين وتمكنت من الوقوف دون اضرار، وكذلك فعل قائد السيارة الذي تمكن من السيطرة على سيارته وتمكن من الوقوف بها خلف سيارتي بأمتار عدة، وعندما ترجلت لأطمئن عليه صدمت لأن السيارة كانت تابعة لشركة «...» لنقل الأموال، وطبعا بسبب الإجراءات الأمنية لم يترجل السائق او مرافقه واتصلت بغرفة عمليات الداخلية، لتحضر دورية مرور بعد أقل من نصف ساعة، المهم القصة انتهت بالمخفر بتسجيل قضية حادث.
***
أما صدمة عمري ان مسؤولي شركة نقل الأموال عندما حضروا مع سائق السيارة التي اصطدمت بها أبلغوني بأن السيارة كانت تحمل ما قيمته نحو مليون دينار كويتي، وهنا اكتشفت أن دعوة والدي والتي طالبته بأن يدعو لي بها تحققت حرفيا، كان الأمر مخيفا، ويقول الشاب اللطيف صاحب الحكاية التي استعرتها منه بتصرف: «كان الموقف مخيفا الى درجة انني لم أطلع أحدا عليه، أعني دعوة بأن اصطدم بمليون دينار وتتحقق حرفيا بعد أقل من نصف ساعة».
***
توضيح الواضح: أتذكر جيدا مثل «احذر مما تتمنى»، وعن تجربة أعلم انه مثل يتحقق بنسب مخيفة في أحيان كثيرة، لذا احذر فعلا مما تتمناه او بالأصح احذر من ان تلقي دعوة تأخذ شكل الأمنية سواء منك او عنك او لك، فلا تعرف كيف ستتحقق وبأسرع مما تتخيل.
[email protected]