تحدثت تقارير كثيرة وعدة عن تحقق نبوءات في مسلسلات تلفزيونية وأعمال فنية، وأشهر تلك الأعمال التي حملت نبوءات تحققت فيلم «العودة إلى المستقبل» ومسلسل «آل سيمبسون»، فالفيلم الأول تنبأ في جزئه الثاني بعدد من الاختراعات ومنها طائرات الدرون والدفع المالي بواسطة الموبايلات والاتصال عن طريق الفيديو والملابس الذكية وغيرها.
أما مسلسل «آل سيمبسون» فتكاد نبوءاته السياسية بلا حد من الخيال، وتحققت بشكل جعل من المسلسل ظاهرة فنية استثنائية، ومنها في حلقة تم بثها في ١٩٩٣ تتحدث عن افتراس نمر لمدربي الحيوانات الشهيرين سيغموند وروي وهو ما تحقق تماما في العام ٢٠٠٣، وكذلك في الفيلم الذي انتج ٢٠٠٧ يتنبأ كاتبه بقيام وكالة الأمن القومية بالتجسس على المواطنين الأميركيين وهو ما تحقق في فضيحة التنصت الشهيرة التي أثيرت إعلاميا ٢٠١٢. كما تنبأ ذات المسلسل في موسمه الخامس والعشرين (٢٠١٤) عن فضيحة رشاوى الفيفا لتحقق النبوءة بعدها بعام.
وأهم النبوءات للمسلسل المثير للجدل هو طرحه لفكرة وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض رئيسا في حلقة من الموسم تم بثها في العام ٢٠٠٠ وتحققت النبوءة كما يعلم الجميع عام ٢٠١٦.
محليا لدينا فكرة قائمة ومنتشرة بين الناس عن ان مسرحية حامي الديار كما يتداول تنبأت حتى بمدينة تحت الماء في اليابان التي جاء ذكرها على لسان خالد النفيسي، كما طرحت عدة تنبؤات أخرى منها متوافق وتحقق ومنها غير ذلك.
في الأسبوع الماضي شاهدت مسرحية بني صامت للعملاقين عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وجاء في المشهد قبل الأخير على لسان عبدالحسين ما نصه: «طلبنا يخترعون لنا رادو تقول مطلع الأغنية وهو يكملها لك»، طبعا في عام ١٩٧٥ كان خياليا الى درجة انه يبعث على الضحك، ولكن الفكرة التي وردت على لسان عبدالحسين هي ذاتها فكرة اليوتيوب، بل بشكل دقيق خاصية البحث الصوتي في اليوتيوب، كما انه إذا وضعنا ذات المبدأ دون أن يكون جهاز بث فسينتظر هذا على «سيري».
قدمت عرضا بسيطا، لا لشيء إلا انه خلال تنفيذي للمقال تذكرت ان الفن الكويتي انتهى جزء كبير منه برحيل العمالقة أو توقف نشاطهم وما تبقى سوى شكل فني بجوهر فارغ غالبا.. وهذه حكاية أخرى.
[email protected]