ما فعلته وزارة الصحة خلال الشهر الماضي في عملية مكافحة ومحاولة السيطرة على فيروس «كورونا»، وحملاتها الإعلامية وجولاتها التفتيشية وإجراءاتها الطبية العملية في تطبيق الحجز الصحي بأنواعه على المصابين بالإضافة الى تتبع مخالطي المصاب وفحصهم، لا أعتقد أن هذا كان خطة ارتجالية أو لحظية كردة فعل لانتشار الوباء، فلا يمكن لخطة بهذا الإحكام أن تكون وليدة لحظة ردة فعل، بل نتيجة تخطيط استراتيجي محكم قامت به الوزارة قبل انتشار «كورونا»، ولهذا وزارة الصحة للأمانة استطاعت كسر قاعدة الحكومة دايما حكومة ردة فعل، بل أصبحت ليست الصحة وحدها بل جميع الوزارات الداخلية والتجارة والبلدية والدفاع أثبتت متكاملة أنها حكومة فعل لا حكومة ردة فعل، لهذا نجح الحجر وفق المعايير العالمية، نجح بأيد كويتية خالصة في وضع الاستراتيجية أو التنفيذ.
***
د.باسل الصباح ووكلاؤه وجميع العاملين في القطاع الصحي الذين يقفون على الخط الأول لمواجهة «كورونا» هم جنود حقيقيون في معركة حقيقية، معركة لا تختلف عن معارك النار، وهم ولله الحمد حتى الآن يتفوقون فيها ولا يحمون المصابين أو من في الحجر فقط، بل يحموننا - نحن البعيدين - نوعا ما عن خط نار معركة مكافحة «كورونا» واكتشافها وعزل المصابين.
***
وزارة الصحة تشكل اليوم حالة استثنائية من العمل الحكومي الجديد المتفوق على البيروقراطية والعمل الورقي الممل البطيء، في خلال شهر واحد من المواجهة مع «كورونا» ظهر وجه وزارة الصحة الحقيقي في حجم الكفاءات الموجودة لديها والقدرات العملية والعلمية التي تمتلكها والعقلية الإدارية الطبية الصحية التي تديرها، فشاهدها الناس لأول مرة وزارة حقيقية فاعلة عاملة نشطة تحمي الناس قبل أن تعالجهم بعيدة عن كل ما يقال ويثار أحيانا.
***
شكرا لكل المنتمين لوزارة الصحة شكرا شكرا، شكرا للمتطوعين شكرا من القلب لكم، شكرا لمسؤولي وزارة الصحة الذين وضعوا كراسيهم وسط الميدان لا في مكاتبهم، شكرا لتطبيقكم أعلى المعايير العالمية في مكافحة الفيروس باحترافية أبهرت منظمة الصحة العالمية قبل أن تبهرنا، نحن لم تبهرنا لأنه بصراحة.. انصدمنا.
***
توضيح الواضح: البحث عن الأخطاء الآن ليس من الأدب في شيء.
[email protected]