برحيل القامة يوسف جاسم الحجي يفقد العالم الإسلامي واحدا من أهم رموز العمل الخيري، ولعلي أستعير اللقب الذي اطلقه الأخ الكبير يوسف عبدالرحمن على الشيخ يوسف الحجي عندما اسماه في مقالة له نشرت في ٢٠ ديسمبر ٢٠١٦ وأطلق عليه «إمام العمل الخيري» وهو كذلك، وكيف لا يكون وهو من ساهم وأسس وشارك في بناء أهم المؤسسات الخيرية الدعوية والإنسانية والمصرفية الإسلامية وكانت حياته كلها مُسخّرة للعمل الخيري كله دون تحديد شكل او مسار، فمن الهيئة الخيرية الاسلامية وتأسيس أول مصرف يعمل وفق الشريعة الاسلامية في البلاد الى أو قبلها المساهمة في تأسيس جمعية الهلال الأحمر الكويتية.
***
لم يكن الشيخ يوسف الحجي مجرد داعية او مختص بالعمل الخيري رغم انه لا يذكر العمل الخيري الا ويذكر اسمه بشكل آلي، ولكن الشيخ الجليل الراحل كان عقلية اقتصادية سياسية فذة متزنة الى حد الخيال، الى درجة انه ومع ترؤسه للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وضعها من مجرد مؤسسة خيرية الى مؤسسة فاعلة مسجلة في الامم المتحدة.
***
رجل سبق عصره في وضع تصورات للعمل الخيري الإسلامي في كل مكان عمل فيه او وضع يده فيه سواء بالمشاركة المباشرة كمسؤول عن المشروع او غير مباشرة كمستشار من الكويت ودبي وحتى إفريقيا وباكستان وكل ارض جعل فيها العمل الخيري الإسلامي.
***
رغم انه كذلك- وكان كذلك- الا انه كان يرفض الحديث عن إنجازاته تلك التي رفعت من مستوى العمل الخيري بحيث انه أحاله من عمل تطوعي خيري الى عمل مؤسسي منظم هو الذي نراه اليوم في اغلب الجمعيات الخيرية، فلا يتحدث عنها ربما حتى الى اقرب المقربين منه، بطبيعة الحال لم يتحدث بها عبر الإعلام، فهو والد «مأسسة» العمل الخيري ومبتدع اسلوب ان يكون العمل الخيري مؤسسياً، لذا كانت الكويت ولا زالت من انجح الدول في العمل الخيري.
***
برحيل رجل بقامة وحجم الشيخ يوسف الحجي تكون الكويت، وليس مجتمع العمل الخيري فقط، قد خسرت نجما من نجومها وفارسا من فرسانها.
رحمه الله واسكنه فسيح جناته وخالص التعازي لعائلته الكريمة خاصة وأهل الكويت عامة.
[email protected]