لم يكن الفنان الراحل سليمان الياسين فنانا عاديا على الإطلاق، لكن وربما لأنه لم يشارك في اعمال ومسلسلات جماهيرية الطابع كـ «درب الزلق» و«الأقدار» في السبعينيات ومسلسلات مثل «خرج ولم يعد» ومثيلاته في الثمانينيات لم تنله الشهرة الجماهيرية كما نالت أقرانه من الرواد، لكن هذا لم يمنع أن الجمهور يعرفه جيدا بأنه الفنان الأكثر صدقا في الأداء لأي دور يلعبه في أي مسلسل، بل ويثق الناس بأنه ما من مسلسل يشارك فيه الياسين إلا واعتبروه مسلسلا قابلا للمشاهدة، وهكذا كان الجمهور ينظر للراحل الياسين.
***
كما تقول سعدية مفرح في تأبينها للراحل الياسين: ترك وراءه صورة للفنان الإنسان مما نتخيل أن يكون، وقد كان الياسين كذلك أثناء التصوير وفي حياته الطبيعية بين الناس وأهله وأصدقائه، متصالحا مع نفسه هادئا هدوء السكينة، يتحدث بصوت واثق بنبرة طيبة لا يمكن ان تخطئها أذن، لم يكن يقبل بأي دور، ولم يكن يتعامل بما يمكن ان يضر بسيرته الفنية الممتلئة بعشرات الحكايات الناجحة بل والمبهرة من مسرحيات وتمثيليات.
***
كان يمكن ان يكون نجم شباك خاصة بعد مشاركته الكوميدية البارزة التي لا تنسى في مسرحية «شياطين ليلة الجمعة» أو أدائه العبقري في مسرحية «حفلة على الخازوق»، لكنه آثر الفن على الشباك، وقدم فنه من أجل الفن لا من أجل الشهرة او المادة أو الشباك، لذا لو تم البحث في ارشيف سليمان الياسين المسرحي فقط لخرجنا بنتيجة اننا فقدنا فنانا عبقريا لم نقدره كما يجب، وأننا خسرنا قامة فنية وخامة نادرة.
***
الفنان الراحل سليمان الياسين لا يقبل التكرار لسبب بسيط انه لم يشبه أحدا ولا أحد يشبهه. رحمه الله وألهم ذويه الصبر والسلوان وتجاوز عنه وليس له منا الا الدعاء.
[email protected]