لسنوات كانت الحكومات المتعاقبة خلال السنوات الماضية وما قبلها تعاني من ندرة مسؤولين «يعرفون يسولفون» أو بالأصح يجيدون الحديث ارتجالا دون ورقة مكتوبة معدة سلفا أمام عدسات الإعلاميين والرد على الأسئلة دون «بدليات»، لذا كانت في السابق أغلب ردود الوزراء او الوزارات او الإدارات العامة التابعة لها تكتفي بإصدار بيان صحافي يوزع على الصحف أو عبر «كونا» منعا للحرج من حديث هذا الوزير أو ذاك الوكيل.
***
اليوم تغير الوضع تماما، خاصة ونحن في خضم معركة طاحنة ضد «كورونا» اخطر عدو مر بتاريخ البشرية الحديثة، اذ انه لدينا الناطق الرسمي باسم الحكومة ورئيس مركز التواصل الحكومي طارق المزرم وهناك أيضا الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة د.عبدالله السند، ولن أقول «حالتين استثنائيتين» ولكنهما وبحكم وجودهما تحت الضوء، الاول تحت مجهر عدسات الصحافيين في مجلس الوزراء وهو من يعلن قرارات مجلس الوزراء، والثاني بصفته من يعلن اخر تطورات انتشار وانحسار الوباء، فهما وللأمانة ليسا فقط متمكنين من اداء مهمتيهما ولكنها يتعاملان باحترافية عالية وكياسة تفوق الوصف بل وشفافية في تناول ما بأيديهما من معلومات عند عرضها على الإعلاميين.
***
طبعا هنا لا أجمع ولكن الجمع مستحق فهما نجمان بحكم وجودهما تحت ضوء الاعلام بشكل شبه يومي، وسأتحدث من منطلق احترافي، أولا يتحدثان بثقة، ثانيا كلاهما متمكن من لغة الحديث بشكل يبدو وكأن المتحدث منهما يقرأ من ورقة، ثالثا كسرا الحاجز بينهما وبين المتلقي بحيث يتحدثان كشخصين يقدمان معلومة للناس وليسا كمسؤولين حكوميين ثقيلي الدم، وهما للأمانة يتشاركان بهذه الصفات الطيبة.
***
أتحدث اولا عن نجاح طارق المزرم، فهو يحمل ثقل معلومات قرارات مجلس الوزراء عندما يخرج في مؤتمره الصحافي كناطق رسمي، ومع هذا يخرج بعفوية ويقدم كل هذا الثقل على طبق من بساطة.
أما عبدالله السند فيتحدث بلغة عالية جدا ولكنها واضحة جدا وسلسة وسهلة للمتابع للمؤتمر.
***
توضيح الواضح: مديحنا للحكومة ووقوفنا بجانبها هو لأنها تعمل بجد واحترافية، ولكن هذا لا يعفيها من أخطائها السابقة او اللاحقة ان وجدت.
[email protected]