الحكومة حتى اللحظة تؤدي عملا خارقا لما عودتنا عليه خلال السنوات الماضية، فأجهزتها بمختلف المجالات تعمل بكفاءة لم نعلم بوجودها أصلا لولا ان أزمة جائحة كورونا كشفت الجانب الخفي الجميل من حكومتنا.
***
الغريب ليس هذا فقط، بل الأغرب ان الحكومة وكأنما استيقظت من سبات عميق، وبدأت تؤدي عملها الذي كان يفترض ان تؤديه منذ تأسيسها في الستينيات، وبدأت قرارات الهيبة والعمل في كل ما من شأنه الصب في مصلحة المواطن، واعتقد ان هذا هو الجانب المشرق الأكبر والأبرز في أزمة فيروس كورونا.
***
ما لا يجب ان تنساه الحكومة أنها وخلال الأزمة أطلقت حزمة تعهدات من بينها وأهمها تعديل التركيبة السكانية والقضاء على تجارة الإقامات، ولكن هل ستفي الحكومة بما وعدت به بعد ان تنجلي غمة الفيروس؟.
***
برأيي أن الحكومة تحولت من حكومة ردة فعل الى حكومة فعل مؤسسي حقيقي لأن أزمة كورونا لا تحتمل الغشمرة ولا المجاملة ولا القفز فوق مواد القانون لخاطر فلان او علان، فمصلحة البلد أهم من أي توازنات سياسية او اقتصادية، والقضية كما شاهدتها الحكومة عندما عرضتها لأول مرة قضية بقاء او فناء باد، فاختارت الحكومة الطريق المؤدي إلى البقاء حتى وان زعل «أكبرها وأسمنها».
***
أتمنى طبعا ان تستمر الحكومة بعد جلاء كورونا بذات النفس «الاصلاحي» «التنفيذي الحقيقي»، وان كانت أمنيتي هذه مجرد تفاؤل مفرط زائد عن الحد.
***
الحكومة حاليا تعمل تحت ضغط المصلحة العامة، أو بالأصح المصلحة العليا للبلاد، بعيدا عن تنفيع فلان بمشروع وترضية علان بمناقصة، وهذا ما يجب ان تكون عليه الحكومة في زمن كورونا وفي غيره.
***
بالمناسبة، لو كانت الحكومة تعمل بذات المنوال الذي تعمل به الآن منذ 5 سنوات، لكنا الآن في حالة عدم حاجة للنفط، ولكن بما ان التنفيع موجود ومتجذر وفكرة «المقاول» موجودة وحاضرة ومستمرة فلن تنجح الدولة في إنجاز أي شيء مستقبلا.
[email protected]