يبدو أن نبوءتي في مقالتي السابقة عن احتمال تشكيل لجنة للتقصي في مناقصات أزمة كورونا تحققت قبل ان تبدأ أزمة كورونا، إذ أعلن أكثر من نائب ومن بينهم رئيس المجلس نفسه مرزوق الغانم عن إيقاف ديوان المحاسبة لبعض تلك المناقصات المبالغ فيها التي عقدتها وزارة الصحة ـ حسب وصفه ـ خلال الأزمة الحالية، كما اعلن علي الدقباسي خشيته من ان تتحول مناقصات كورونا الى «ضيافة داخلية» أخرى، والنائب سعدون حماد اعلن بدوره ان ديوان المحاسبة لن يمرر المناقصات المبالغ فيها، كل هذا يدل على انني كنت محقا في مقالي الأسبوع الماضي عن احتمال تحول مناقصات أزمة كورونا إلى أزمة سياسية مبكرة.
> > >
وحقيقة هذا ما سيحدث وربما قبل حتى انتهاء جائحة كورونا وزوال غمتها، وان استجوابا ما قادما من بين تلك التصريحات النيابية التي جاءت من اعلى مستوى، وقد يسبق جلسة ما بعد العيد اذا ما تطور وضع الهجوم النيابي بهذا الشكل المتسق المتوازي في رفض بعض المناقصات، خاصة تلك التي شابتها المبالغة.
> > >
وأعتقد ان مجلس الأمة يجب عليه أيضا وفي أولى جلساته القادمة طرح موضوع القوانين التي صدرت في ظل أزمة كورونا منها القانون 4 لعام 2020، والقاضية بالحبس 3 أشهر والغرامة 5 آلاف دينار لمن لا يلتزم بارتداء الكمام.. «شدعوه»؟!
العقوبة مبالغ فيها، حتى عقوبات كسر الحظر مبالغ فيها جدا، رغم ان البعض يستحقها وهم قلة، ولكن عموميتها خطأ تشريعي كبير ومبالغ فيها الى درجة قراقوشية، ويجب على المجلس تعديلات بعض مواد القوانين.
> > >
عامة، حديثي هنا سياسي وليس فنيا، أعني أتحدث عما ستؤول إليه الأحداث قبل او بعد انجلاء جائحة كورونا، لأن الحقيقة أن وزارة الصحة أدت عملا هائلا في مواجهة الوباء وتعاملت معه بشكل سليم وإن كانت هناك أخطاء فهي في حدود المعقولة والتي يمكن التجاوز عنها، فلهم كل الشكر من الوزير الشيخ باسل الصباح إلى أصغر موظف تم تعيينه قبل الوباء.
> > >
توضيح الواضح: مدير مركز مكافحة السرطان د.علي الموسوي، لا أعرفه ولم ألتق به، ولكن من خلال ما رأيته خلال إقامتي في مستشفى حسين مكي جمعة يجعلني أتأكد من أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، حسن الإدارة واضح والتنظيم أشد وضوحا والتعامل مع المرضى بأعلى درجات الرقي بدءا من الاستقبال مرورا بالحوادث حتى آخر الأجنحة في مجمع مستشفيات مخصصة لمعالجة مرضى السرطان.
وأمثال الموسوي ممن يجمعون بين الدرجة الطبية العلمية وحسن الإدارة يستحقون الإشادة، ولا أشكر أو أمدح هنا إلا بقدر ما رأيت وشاهدت على مدار ثلاثة أشهر.
[email protected]