هناك حالة لخبطة سياسية، لا يمكن وصف الأحداث التي مرت في المشهد السياسي خلال الأسبوع الماضي سوى أنها لخبطة أو بالأصح فوضى سياسية.
وحتى أكون أكثر دقة فهي فوضى سياسية وإن كانت مزعجة في شكلها وتسارع أحداثها إلا أنها أقرب إلى الفوضى الخلاقة، ولا أستعير هنا الطريقة الأميركية، ولكن لم أجد وصفا لما يمر به المشهد السياسي لدينا سوى أنه فوضى خلاقة، فبالنهاية ما سينتج عن كل الأحداث الأخيرة باعتقادي سيكون شيئا من مصلحة البلد، وتفصيل هذه المسألة بحاجة إلى مجلد لطرح كل قضية أثيرت أو ثارت منذ ما قبل تشكيل الحكومة الحالية حتى اليوم، ولكن بغض النظر عن شكل المعادلة وأبعادها إلا أن نتيجتها تقول إن هناك حربين على الفساد، حربا معلنة وأخرى غير معلنة، وان نتيجة الحربين ستكمن في طريق الإصلاح الذي ننشده ونريده وطال انتظارنا له.
الحرب المعلنة واضحة للعيان، والآن تأخذ شكلها الكامل بين أروقة القضاء لتبيان الحقيقة، وأنه لا احد فوق القانون كما قال صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وأكد في اكثر من خطاب لسموه.
باعتقادي أن هذه الحرب هي حرب إصلاح، وحرب تعديل الاعوجاج الذي سكت عنه فترة غير قليلة، وبظني أن ما سينتج عن هذه الفوضى الخلاقة شيء فيه مصلحة البلد وأن هذا الأمر من شأنه على الأقل أن يوقف حالات محتملة للتطاول على المال العام، وانه من «اليوم وطالع كل واحد راح يحترم نفسه» أيا كان منصبه ومركزه ووضعه الاجتماعي، هذا ما هو كائن وهذا ما يجب أن يكون، لأن طريق الإصلاح لا يبدأ إلا من أعلى درجات السلم، والقانون حتى يأخذ كامل هيبته يجب أن ينال من المتجاوز، الكبير قبل الصغير.
وأعتقد ان هذا التوجه الحكومي العام توجه حميد يجب ألا نشكك فيه أو نقلل من شأنه بغض النظر عن أي نتائج حالية قد تكون محبطة، ولكن مرة أخرى أعتقد أن حرب الإصلاح قد بدأت وأنها ستأخذ أشكالا أخرى وستفتح أبواب معارك جديدة في حرب نهايتها حتما ستكون في صالح البلد ككل.
لا يهم من يقود الحرب بل المهم نتائجها، وما نراه اليوم برأيي حرب شاملة على الفساد بدأت ولن تتوقف حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود في عالم الإصلاح الذي طالما نادينا به.
[email protected]