الحدث في بلد ليس بلدك وانت تصر على التعليق بل والانحياز لطرف ضد آخر متذرعا بالدين تارة، وبمحاربة الإرهاب تارة، وبالقومية وغيرها من المداخل التي تتذرع فيها لتدس أنفك في شؤون بلد آخر.
طبعا من حقك إبداء رأيك، ولكن الأولى أن تنشغل بـ«حرامية» بلدك، وإذا انتهيت من الانتقاد وتصدير آرائك عنهم وبهم ومن حولهم هنا يمكنك أن تقفز إلى أي بلد تشاء.
بعد أحداث إعلان تركيا مسجد آيا صوفيا.. مسجدا كما هو في الأصل، ظهر لدينا فريقان، الأول يرى بعودة فجر الصحوة والآخر يقلل من أهمية القرار بل ويستسخفه، ولا يصل الأمر إلى هنا فقط بل يتجاوز ذلك إلى التراشق باتهامات الخيانة والإرهاب والعمالة، من كلا الطرفين طبعا، وبين هذا وذاك لا بد أن «يحوش» الاخوان المسلمون جانبا من ذلك التراشق.
ما يحدث ليس حربا فكرية، بل حوار طرشان بين شخصين يتشاجران ويتلاسنان حول أمر لا ناقة لهم ولا جمل ولا حتى «صخله.. عوراء»، ليست من قاعدة ثابتة في نقاش أي من الطرفين، الأمر يبدو أقرب إلى حالة تعصب كروية عمياء، فهذا برشلوني، ولو طعن ميسي الحكم بسكين لقال البرشلوني «مو هو... ما يسويها ابو تياغو»، والعكس.
نجوم مشهد الحرب الكلامية حول آيا صوفيا غالبا، أقول غالبا، إما متحزبون أو أنهم مدفوعون بالأمر لقول ما يقولونه، والاثنان أسوأ من بعض.
غدا ستنكشف اللعبة، ففي القريب العاجل ستظهر تسريبات السفارات الأجنبية وغير الأجنبية وستعرفون من المتحزب ومن المدفوع، لا شيء سيظل مختبئا إلى الأبد، ومعها ستسقط الأقنعة بشكل رسمي، طبعا أغلب المتابعين في وسائل للتواصل كشفوا من يتبع من ومن يعمل لصالح من ضد من، فالأمور لم تعد سرا، ولكن عندنا تظهر موثقة ستكون فضيحة «بجلاجل»، وعندها سنقول: «شيلمهن».
في النهاية، لا بأس أن يكون لك رأي في أحداث يمر بها بلد ما، ولكن ان تكون تلك الأحداث قضيتك «فاسمح لي... ما عندك سالفة»، الأولى أن تنشغل بأوضاع بلدك وقضايا الفساد وحرامية بلدك، أما البلدان الأخرى فلديها منظرون وكتاب ومغردون هم أدرى بشعابهم، أما أن «تطق الرصيف» وتدخل وتتدخل بآرائك بل وتتحزب لجهة ضد أخرى فأنت هنا تدس أنفك من حيث لا يجب، والمصيبة انه عندما يتدخل أحد من بلد آخر بشؤوننا يقولون له:«وانت شكو؟!».
[email protected]