لمن لا يعلم فإن أول صندوق ثروة سيادي في العالم كان كويتياً، والذي أسسه المغفور له الشيخ عبدالله السالم عام ١٩٥٣م تحت اسم مجلس الاستثمار الكويتي الذي تحول لاحقا إلى مكتب الاستثمار، وبعدها بسنوات في عهد المغفور له الشيخ جابر الأحمد تم تأسيس صندوق الأجيال القادمة وكان عمري يومها 5 سنوات، وقياسا بين الاسم وعمري فالجيل القادم الذي تم إنشاء الصندوق من أجله هو«أنا وأقراني»، وأعتقد لازم نشوف شيئا منهم خاصة ونحن وحكومتنا أحوج ما نكون لسيولة عاجلة قبل أن تدخل الحكومة في دوامة عدم القدرة على سداد رواتب سبتمبر كما يقول سحرة الحكومة ومنظروها ممن يدفعونها دفعا لإقرار الدين العام، رغم أن المنطق البسيط للأشياء يقول إن أمامك صناديق وليس صندوقا سياديا واحدا، ولديك استحقاقات مالية أخرى على جهات حكومية بالمليارات وأيضا إن لم أكن مخطئا قروض منحت لعشرات الدول، فإما تتعاقدون مع شركة تحصيل «تدقدق» عليهم وتزعجهم ليما يدفعون اللي عليهم أو تتفاهمون معاهم وديا لتحصيل ما يمكن تحصيله، لا يمكن لا اقتصاديا ولا حلمنتيشيا أن تكون ملاءتك المالية بخير وتبحث عن سلف، وليس من المعقول حسابيا انك مسلف نص كوكب الأرض ومتوهق بكم مليار وتقترب من حافة الإفلاس.
****
الصناديق السيادية الكويتية التي تنضوي تحت لواء الهيئة لعامة للاستثمار تجربة عالمية رائدة وناجحة، وكانت الخطوة الأولى الحقيقية والوحيدة لتنويع مصادر الدخل، فمنذ إنشاء الصندوق السيادي وأقرانه من الصناديق الأخرى والمكاتب والدولة تستند الى غطاء مالي أو بالأصح حماية مالية فإن لم تستخدم الآن فمتى سيتم استخدامها، هل يجب ان ننتظر غزوا آخر؟!.
****
طبعا سيظهر منظرو الدفع بالحكومة للاستدانة بالقول: «انت ما تعرف العجز الاكتواري»، طبعا العجز المتواري الذي فلقونا به ليلا ونهارا لمنع اي زيادة في رواتب المتقاعدين وآخرها طار أكثر من مليار دولار، فكأن العجز الاكتواري لا يظهر إلا للفقراء فقط.
****
الحسبة بحسبة بدو وحضر واسكيمو، إذا كان هؤلاء هم خبراؤكم الاقتصاديون ومنظرو المرحلة القادمة فأبشروا بالخسارة، فالقاعدة البسيطة تقول: «أبوي عنده فلوس... ليس يستلف؟».
****
المهـــم بما أني أنا الجيل القادم... أبي أعرف صندوقنا شصار عليه؟!
وللعلم نحن دولة رعوية كنا ولا زلنا دولة رعوية وسنظل كذلك، ومحاولة تطبيق النظريات الاقتصادية او الحلول الاقتصادية التي تصلح في دول الـغـــرب هــي محاولة فاشلة او محاولة تنـفيعية.
[email protected]