أرسل لي أحد القراء ردا عبر موقع «الأنباء» تعليقا على مقال لي أنني أشبه الممثل الإماراتي محمد العامري، ولم أكن أعرفه سابقا، ولكن عندما راجعت العم غوغل وبحثت عن صورته وجدت أن الشبه يكاد يصل إلى حد الـ 80%، مصادفة جميلة، وكوني لا أتابع المسلسلات الخليجية عموما والكويتية خصوصا فلم أعرفه رغم انه يصنف من المبدعين، ليس في مجال التمثيل فقط بل في السينموغرافيا والإضاءة والكتابة للمسرح، وعرف بأدواره الرومانسية، إذ يؤدي غالبا دور الشاب الحبيب، طبعا أنا هنا لا أشبهه في هذا الجانب فلست رومانسيا ولا حبيبا وإن كنت أدعي ذلك أحيانا رغم يقيني أنه ادعاء باطل، فلا أتذكر طوال حياتي أنني مارست ما يمكن أن يطلق عليه رومانسية، كوني أرى أن الرومانسية لا تليق سوى بالحمقى.
***
الشبه بيني وبين العامري شكلي فقط، لكننا مختلفان تماما، بالضبط كأوجه الشبه والاختلاف بين الحكومة الحالية وما قبلها من حكومات دون تحديد حكومة محددة من الحكومات السابقة كلها، فالحكومة الحالية وإن كانت تبدو إعلاميا جادة في محاربة الفساد وتسير في طريق الإحالات إلى القضاء إلا أن المعضلة تكمن في ضرورة تغيير النهج الإعلامي، أقصد أن تصدر الحكومة بيانا واضحا شفافا حول اي قضية فساد خاصة القضايا ذات الوزن الثقيل، وتوضح إجراءاتها، وهذا أقل واجب عليها، بل وتوضح تداعيات اي من تلك القضايا على المسار الاقتصادي للبلد، ليس من أجلنا نحن كمواطنين، ولكن على الأقل أمام العالم وأمام الدول التي تداخلت بعض قضايا الفساد لدينا مع قضاياهم.
***
الشفافية في إعلان كل الإجراءات في مثل تلك القضايا ليست كمالية سياسية، بل ضرورة اليوم لنعلن للعالم جديتنا في محاولة أي تجاوز أو فساد، خاصة النوع العابر للحدود، فالقضية ليست قضيتنا وحدنا، الأمور ستتداخل شئنا أم أبينا هذا الأمر قادم.
وفي هذا الأمر حماية لنا، واستباقا لما يمكن أن يكون تدخلا حتى ولو من باب الرقابة.
[email protected]