لا حاجة لأن تسأل نفسك في الكويت مَنْ يضرب مَنْ سياسيا، ولا من يتحالف مع من، ولا من يأتمر بأمر من، الأمور جدا مكشوفة، والناس عارفة، مشكلتنا أننا «نستحي» فلا نعلن ذلك في تويتر أو غيره من مواقع التواصل الاجتماعي لأنه إعلان وإذا حصل فهو كإعلان خبر بايت، فكلنا عن بكرة أبينا نعرف أن فلانا «شغال» لحساب فلان أو التجمع الاقتصادي الفلاني أو المجموعة السياسية العلانية، فالخوض في هذه الأمور أشبه بأن تقول: «إن الشمس في كبد السماء ظهرا»، الله يعطيك العافية.
***
كما ذكرت سابقا وكما يعلم الجميع أن السياسة لعبة معقدة ولابد من وجود قوى ضغط ووجود تحالفات تكبر أو تصغر ووجود سياسي محسوب على طرف وسياسي يغير مواقفه، وقصة المطالبات بالثبات على الموقف على أرض السياسة بالضبط كما لو كنت تطالب من يقف فوق رمال متحركة ألا يتحرك، لا ثبات في المواقف لدى الساسة وهذا هو الطبيعي، غير الطبيعي هو أن تجد سياسيا ثابتا على موقفه لا يغيره ولا يتغير مع كل ما يدور من حوله.
وسأذكر النواب السابقين أحمد السعدون ووليد الجري وصالح الملا، كنماذج على الثبات على الموقف سياسيا، ولكنهم استثناء لحزمة طويلة عريضة من السياسيين، وليس من اتهام بالقول إن السياسي يغيّر من موقفه، بل انه من الطبيعي بل من البديهي أن يغيّر موقفه، سواء كان التغير مفهوما أو غير مفهوم أو لمصلحة عامة أو خاصة، أو لتبدل أدوار أو تغير حلفاء، هذا أمر عائد له والحكم لمن انتخبه في النهاية.
***
الحكومة لها حلفاؤها، وما أكثر حلفاء الحكومة خاصة آخر مجلسين، فبين كل حكومي وحكومي تجد حكوميا، والدليل تأجيل وشطب وسرية الاستجوابات وعبور الوزراء بالراحة لأي استجواب دون أدنى قطرة عناء، والشعب دوره يتفرج فقط، وهنا المشكلة أن الشعب يلوم المجلس الذي كان نتيجة صناعة يديه عبر صناديق الاقتراع، صناعة تمت مذهبيا وطائفيا وقبليا وولد عمي وولد خالي و«محشوم» و«والله ما يطلع المرسي من عندنا»، وفي النهاية مجلس أو مجلسان- كما رأينا- ضعف في الرقابة وبطء شديد في التشريع، بل الأكثر انه اصدر قوانين ضد الناس وحرياتهم، وأحيانا كان المجلس درعا للحكومة من هجمات شعبية ضد ضعف الأداء الحكومي، حتى بلغت الجرأة الحكومية المساس بجيب المواطن دون أدنى حرج أو خوف لا من شعب ولا يحزنون.
***
التغيير بين أيديكم، اختاروا الأقرب للصلاح، لا الأقرب للنجاح فهذا ليس مجلس أمة وليس رهان سباق خيل.
التغيير يكمن في ورقة الاقتراع، فلو أوصلنا ثلاثة مستقلين حقيقيين من كل من الدوائر الخمس، أو الأفضل مستقل إصلاحي واحد من كل دائرة فسنكون قد غيرنا شيئا من بوصلة المجلس إلى ما فيه مصلحة البلد.
***
توضيح الواضح: يتعامل أطباء وطاقم تمريض مركز الكويت لمكافحة السرطان مع مرضاهم كما لو أنهم جزء من أفراد عائلاتهم، وليسوا كمرضى أو رقم في سرير طبي يتلقون العلاج، وهي حالة غريبة - بالنسبة لي على الأقل - أن يتعامل الطبيب بعاطفة أسرية مع المرضى كما لو كان يعالج أباه أو أخاه أو أخته بغض النظر عن جنسه أو ديانته أو جنسيته، يتعاملون كما لو أنهم جاءوا للعب دور إنساني مع المرضى وليس لأداء واجب وظيفي، ربما هذا ما يجعل هذا المركز بأقسامه الأكثر احترافية ونجاحا طبيا.
ممن قابلت وهم كثر من هؤلاء الأطباء الذي يتعاملون وفق معايير المهنية الأخلاقية الإنسانية العالية الطبيبة رشا عبد التواب من قسم أمراض الدم، وهي المشرفة على حالتي، فمن القلب لها ولزملائها كل التقدير على ما يفعلونه من أجل المرضى فقد منحوا- وكما رأيت- مهنة الطب أرقى درجاتها الملموسة لدى جميع المرضى.
***
توضيح الأوضح: الشكر موصول لمدير مركز الكويت لمكافحة السرطان د.علي الموسوي، فله دور إيجابي في تحول مركز الكويت لمكافحة السرطان إلى الوجه الإنساني عبر تعديل كثير من الأمور الإدارية في العيادات ونحوها للتسهيل على المرضى والمراجعين.
[email protected]