توطئة: بعض الأشخاص لا يصدقون ولا يؤمنون بخطورة الكهرباء.. حتى تصعقهم!
> > >
صديقي العزيز «عتيق» يتمتع بخفة دم غير طبيعية، ويعتبر أحد أفضل من يجسد كوميديا الموقف بيننا، في أحد الأيام حضر إليه شخص وقال له: «يا عتيق أعلم أنك صديق مقرب لوكيل وزارة الـ (...) وأريدك أن تذهب معي لإنهاء معاملة خاصة بتوظيف ابنتي»، عتيق أبلغه بأنه لا يعرف الوكيل ولم يلتق به، ولكن الرجل صاحب المعاملة أصر على أن عتيقا يعرف الوكيل بل اتهم عتيقا بأنه «ما ينفع»، وكان الحوار يدور بينهما وسط رواد الديوانية، وبعدها خرج الرجل غاضبا، فلحق به عتيق واستوقفه خارج الديوانية وقال له: «اعتذر منك.. حسنا أفحمتني سأذهب معك إلى الوكيل وسألاقيك غدا في مكتب الوكيل الساعة التاسعة صباحا، ولم أشأ أن أكشف علاقتي بالوكيل حتى لا تكثر الطلبات من رواد الديوانية».
في تمام الساعة التاسعة صباحا كان عتيق في مكتب وكيل الوزارة ووجد بانتظاره الرجل صاحب المعاملة، وعلى الفور توجه عتيق إلى مدير مكتب الوكيل والذي كان مكتبه يغص بأعضاء مجلس أمة ومراجعين من الـ vip وخاطبه أمام الجميع وبصوت مسموع قائلا: «روح ناد الوكيل قول له عتيق اللي كان يلعب معاك كوت أمس موجود بره ومعاه المعاملة اللي كلمته عنها»، الجملة والأسلوب لم يعجبا مدير المكتب الذي دخل إلى مكتب الوكيل وأبلغه بما قاله عتيق، دقيقة واحدة وخرج الوكيل من مكتبه غاضبا وهو ينادي بصوت عال: «منو هذا اللي يقول انه لاعب معاي كوت أمس»، فرفع عتيق يده قائلا: «أنا طال عمرك»، فقال الوكيل بنبرة غاضبة: «وأنت منو أنا أصلا ما أعرفك»، هنا أدار عتيق وجهه لصاحب المعاملة وقال له: «أنا مو قايل لك إنه ما يعرفني.. صدقت الحين»، ثم أخذه من يده وخرج به والوكيل لايزال يرغي ويزبد.
***
ولا يشبه فعل الرجل صاحب المعاملة إلا فعل بعض أعضاء مجلس الأمة الحالي الذين وعلى الرغم من رؤيتهم وسماعهم لتجاوزات كارثية مدعمة بالوثائق تجاه بعض الجهات الحكومية، إلا أن ردهم وتهوينهم من أمر تلك التجاوزات المليونية كان أشبه بالقول «لن نصدق حتى نرى بأم أعيننا»، وأعتقد أنهم لن يصدقوا حتى ولو جاء المتجاوز الحرامي إلى داخل قاعة عبدالله السالم واعترف بصوت عال: «نعم أنا حرامي ومتجاوز ومضيع فلوسكم وفلوس البلد».
***
هل تعرفون كيف سيذكركم التاريخ القريب؟ سأتجاوز عن الإجابة الآن، لأن ما ستُذكرون به قد يكون أسوأ مما ذكر به أعضاء المجلس الوطني بكثير.
***
توضيح الواضح: نشرت أجزاء من هذه المقالة قبل 7 سنوات، وأعاد إرسالها لي صديقي عتيق الذي بنيت المقالة أصلا على قصة حدثت معه، وقال لي: «هذه المقالة تتحدث عن واقعنا اليوم تماما كما هو».
***
توضيح الأوضح: بالمناسبة قصص عتيق التي يتعرض لها أو يمر بها في حياته وكيفية تصرفه معها رغم أنها كثيرة ولكن لا يمكنني نقلها، لأن بعضها يودي بـ«ستين داهية».
[email protected]