باعتقادي أن الدخول إلى المنطقة الخضراء الآمنة في الانتخابات القادمة للدائرة الرابعة هو أن يتعدى المرشح الـ 3800 صوت مع أن المحلل السياسي الزميل رشيد الفعم يرى انه على المرشح أن يتجاوز الـ 4200 صوت، طبعا لن اختلف معه على 400 صوت، ولكن في ظل الصوت الواحد والانقسام الفسيفسائي الحاد الذي تسبب به اعتقد أن رقم الدخول الى العشرة الأوائل بين 3800 و4200، بالعربي إن كنت تمتلك هذا الرقم أو قادرا على تحقيقه فادخل الانتخابات، وان كنت لا تملكه فأرح واسترح ولا تسوي زحمة والشارع فاضي، طبعا من المهم ان تكون قاعدة انطلاقتك قبل الدخول 2000 صوت، عدا ذلك لا تفكر في خوض الانتخابات إلا إذا كان حظك يكسر الصخر.
***
وأما من يمتلك هذه القاعدة ويستطيع تحقيق هذه الأرقام فسواء كقاعدة انطلاق أو كنتيجة مريحة في يوم الفرز هم من حصلوا على المركز الأول في التشاوريات والنواب «المخضرمين» فقط، وهذا يحسم معادلات حظوظ النجاح بين هذين الطرفين فقط لا غير فلا مستقلين ولا لاعبين جددا ولا أحصنة سوداء، حتى تعرف النتيجة، عليك ان تراقب مخرجات الفرعيات، وستتضح الصورة لديك وستعرف على الأقل وقبل موعد الانتخاب المرشحين الخمسة أو الستة الأكثر وضوحا.
***
القبائل الرئيسية انقسمت إلى أفخاذ والأفخاذ تلك تحولت الى قاعدة انطلاق تشاوريات جديدة، وبدلا من أن تكون هناك وكما يفترض وجود انتخابات فرعية او كما تسمى تشاورية اصبح لدينا أكثر 7 أو 8 فرعيات حتى الآن بعضها 3 فرعيات لقبيلة واحدة، وهذه من الآثار الجانبية لقانون الصوت الواحد، الذي عزز الانقسام وخلق هذه الحالة الفسيفسائية.
***
طبعا كلامي لا يعني أن قانون الأربعة أصوات كان بدعة ديموقراطية، بل تعديلا سيئا عن نظام الـ 25 الأسوأ، ولكنه وعلى أي حال أقل ضررا وبكثير من مرسوم الصوت الواحد، والذي قد تكون له حسناته في تهدئة الغليان السياسي وخلق حالة توافق وهدوء، ونزع فتيل تفجر سياسي، ولكن هذا الأمر انتهى الآن ويفترض أن يتغير قانون الانتخاب للمرحلة اللاحقة، وهذا مبحث آخر سأتناوله في مقالات لاحقة لتفصيل ضرورة التغيير الآن.
***
نعود للدائرة الرابعة التي كانت أساس بداية المقال، والقراءة السليمة وفق المعطيات الحالة تنبئ بما لا يدع مجالا للشك ان نسبة التغيير ستتجاوز الـ 60%، وهذا رقم استفتاحي وفق نتائج التشاوريات - بعضها انتهى وحسم منذ أكثر من عام - ووفق معطيات توجهات الرأي العام والتغير الملموس في طريقة تعاطي المواطنين الناخبين الذي زادت نسبة الوعي لديهم بشكل مقبول.
***
تكتيكات نقل الأصوات وحجزها والاستحواذ عليها بأي طريقة كانت لن تكون وسيلة ناجحة لضمان الوصول الى البرلمان بانتخابات هذا العام، وامتلاك قاعدة أصوات تابعة موثوقة تتعدى الـ 1500 صوت لن تكون طوق نجاة للوصول، المتغيرات في الشارع تغيرات، والنواب والمرشحون ستتم محاسبتهم في صناديق الاقتراع وفقا لمواقفهم السياسية والشخصية و«المعاملاتية» لناخبيهم، وسيكون الحساب قاسيا، فشعار الشعب هو «الصوت غالي يا فلان».
***
٭ توضيح الأوضح: المهنية العالية بل الأخلاقية المهنية واضحة جدا بل مميزة في طواقم التمريض في مستشفيات وزارة الصحة الحكومية، شيئا ما تغير بالطبع خلال العشر سنوات الماضية، جعل طواقم التمريض في مستشفياتنا على درجة عالية من الاحترافية، وهنا أتحدث من واقع تجربة ورأي عين واحتكاك مباشر، الممرضون والممرضات الأعزاء في مستشفى حسين مكي جمعة الجناح الأول يمتلكون هذه المهنية العالية ويطبقون أخلاق المهنة بحذافيرها، يتحملون الكثير ويؤدون عملا جبارا ويستحقون الشكر بل والثناء على ما قدموه ويقدمونه للمرضى فهم يقفزون بالإنسانية في تعاملاتهم إلى درجات أعلى من المطلوب منهم.
من القلب شكرا لكم فردا فردا ولو كفت المساحة لأوردت أسماءكم واحدا واحدا وانتم تستحقون ذلك، فقد كنت ضيفا لديكم نحو الثمانية أشهر.
[email protected]