لا أعتقد أن أحدا ارتبط بالإعلام بأي شكل من الأشكال كاتبا او صحافيا او ممثلا او مطربا او مقدم برامج او مشهور سوشيال ميديا إلا وقام بالبحث عن اسمه في «غوغل»، او حتى عبر محرك بحث تويتر او انستغرام او أي وسيلة بحث فقط ليعرف ماذا قيل عنه ومن تحدث عنه ولو من باب الفضول.
وبحث المشاهير عن أنفسهم عبر محركات البحث لرصد او لإشباع فضولهم لما قد يقال عنهم ظاهرة طبيعية في أن يبحث الشخص عن ردود الافعال عنه او تجاهه، أنا شخصيا كوني كاتبا يوميا ابحث في غوغل عن ردود أفعال مقالاتي، أحد مقالاتي او جزء منها احيانا في مواقع الكترونية لا اتوقعها، كما قلت الامر طبيعي لمن يمتهن الاعلام.
***
كذلك الساسة، واخص هنا المرشحين، الذين اوجه لهم سؤالا واحدا: «عزيزي المرشح هل غوغلت نفسك مؤخرا؟!»، أعلم أن غالبهم لا «يقوقلون» أنفسهم إذ ان حضورهم غالبا على السوشيال ميديا تويتر ونحوه، وان كان محرك بحث غوغل يمنحهم لمحة عما يمكن أن يجدوه مكتوبا عنهم سلبا او إيجابا، ولكن غالبيتهم خاصة ممن يسمون انفسهم ناشطين سياسيين لن يجدوا شيئا يستحق سوى ثلاث تغريدات «كفو ومحشوم» مكررة ٣٠ مرة، او «يستاهل الصوت كحيلان» مكررة ايضا وبواسطة معرفات تويتر وهمية او خدمات إخبارية «ربع كم»، وهو ما لا يسمن ولا يغني من جوع لا له ولا عنه لم يرد ان يبحث عنه أو يريد أن يعرف عنه شيئا.
***
للأسف هذه النوعية من المرشحين يكون أسيرا لتغريدات مديح عابرة من ذلك النوع، لاعتقاده أنه بهذا الأسلوب سيصل إلى الجمهور، ولكن للأسف هذا غير صحيح، فمع ازدياد وعي الناس فإن تغريدات محشوم وشيلات ومقاطع فيديو مركبة لصور زيارات دواوين، لا تصنع شخصية مرشح حقيقي محتمل، والهاشتاقات المدفوعة الأجر بـ 100 و200 دينار لا تضع المرشح في صفوف نجوم الساسة الحقيقيين، ومع هذا هناك من يصر على لعبة الهاشتاقات والشيلات وصور زيارات الدواوين، وهي كما أراها مصاريف على الفاضي، خاصة اذا كان المرشح بلا أدنى حس سياسي ويعتمد على ثقل اجتماعي معين، بل لا يمتلك حتى رؤية او برنامجا انتخابيا وشعاره هو:«نجحوني وأبشروا بالخير»، والحمد لله لا ينجح من تلك النوعية سوى القليل، وهم غالبا مشروع نائب حكومي بامتياز، لا يحيد عن الحكومة قيد أنملة.
***
توضيح الواضح: لا يمكن الشكر أن يبلغ حده الذي أريده إذا ما أردت أن أوجهه لمدير مستشفى الجهراء الدكتور علي المطيري، فعدا مهنيته العالية كطبيب وقدرته الإدارية الواضح تأثيرها على سير عمل إدارات المستشفى الا انه كإنسان بالدرجة الأولى يتعامل مع الحالات التي تمر مكتبه كما لو كانت حالات خاصة به يوليها عناية خاصة، يخرج بفعله هذا من بالطو الطبيب إلى قلنسوة الإنسانية، لا يرد أحدا، بارك الله فيك وكثّر الله من أمثالك يا دكتور علي.
[email protected]