المتغيرات السياسية الاقليمية الأخيرة لا عنوان لها سوى «تأسرلوا فإن القوم متأسرلون»، ضربنا أخماسا بأسداس أو نظرنا أو انتظرنا أو حللنا، فالقادم أن القوم متجهون إلى إسرائيل، بل كأنهم يقولون لك «تأسرل» فكلهم من حولك «متأسرلون»، لا أعلم مدى صحة المصطلح «فعل الأمر» الذي استخدمته في وصف التقارب مع اسرائيل وأعني «تأسرلوا» ولكن على أي حال، التغيير على أرض الواقع بدأ فعليا، رفضك أو قبولك، احتجاجك أو امتعاضك لن يقدم شيئا أو يؤخر شيئا من حقيقة سياسية واقعة، ليس فيما أقوله تثبيط للهمم، أو كسر لعزيمة الرافضين لتقارب كهذا او وجود هكذا، بل مجرد أمر واقع، فأنت إن كنت تمتلك الصوت، فغيرك يحكم ويتحكم بخيوط اللعبة.
***
الشيء الوحيد الذي من الممكن ان يؤخر/ يؤجل/ يعرقل التقارب العربي ـ الاسرائيلي المتسارع هو نتيجة الانتخابات الرئاسية الاميركية، فإذا ما فاز الديموقراطيون فهذا يعني ان هذا الاتفاق سيدخل دائرة الجمود السياسي لفترة لن تقل عن عامين، طبعا قراءات المنطقة العربية برمتها ستتغير إذا ما خرج الجمهوريون من واجهة حكم الادارة الاميركية.
***
هل يمكن أن يغير رأيك من واقع الأمر شيئا؟!، في الحقيقة لا لن يغير شيئا، ولكن يكفي ان تقول رأيك في قرار لن يؤثر رأيك فيه، وعامة سنكون نحن في الكويت آخر من سيطبع مع إسرائيل، وطبعا رأيك لا قيمة له فعليا، لأنه فعليا بلا قيمة، فأنت في أبسط حال لم تنتخب حكومتك، وبالتالي محاسبتك لها على أي قرار ستتخذه هي محاسبة ناقصة أو غير جادة.
***
هل سنكون نحن آخر من يطبع؟! نعم سنكون آخر من يطبع، ليس لموقف مسبق من القضية الفلسطينية، ولكن لأننا نقف مع العدل، أو هكذا تعودنا أن نقف إلى جانب العدل، والعدل بمختصره الشديد يقول إنه من الظلم أن تقبل بأي تطبيع يمكن ان يضر بالقضية الفلسطينية.
لا أذكر أن دولتنا وقفت مع الظلم، لا تاريخيا ولا سياسيا، لذا أجزم بأننا لن نفعلها هذه المرة.
وبالمناسبة لسنا ولن نكون حجر عثرة في اتفاق سياسي بين أي بلدين، ولكن فيما يتعلق بنا، نحن لنا رأي آخر، وقاعدة مختلفة عن قواعد الآخرين، ثوابتنا أكثر من متغيراتنا، يمكن ان تسمينا «مبدئيين»، وربما وفي هذه النقطة تحديدا مبدئيون جدا، بل حول هذه القضية بالذات.
***
لا يفترض ان تنتقد أي اتفاقات دول أخرى إلا من باب إبداء الرأي، ولكن أن تهاجم ككويتي دولتك لهذا السبب فأنت تعاني من خلل جسيم في مخك.
[email protected]