القوانين المقيدة للحريات التي سنها وشرعها وأقرها مجلس 2013، جعلتنا ككتاب صحافيين نكتب أحيانا كما يتحدث المتنبئون/ المنجمون في كل ليلة رأس سنة، لذا نضطر للكتابة تلميحا أو أحيانا باستخدام الإيماءات اللفظية، ومن السهل على المتابع للشأن المحلي أن يعبر عن الطلاسم التي نضطر لاستخدامها ويفهمها دونما عناء منه.
***
خلال التسعين يوما القادمة ستشهد البلاد ثلاثة زلازل سياسية، الأول سيكون قبل الانتخابات المنتظرة نوفمبر المقبل، وباعتقادي انه سيكون هناك تغيير في مراكز القوى ولن يكون مفاجأة لكثير من المتابعين، وعندما أقول زلازلا فلا أعني ان حدوثها سيعقبه أمر سيئ، بل على العكس قد تكون عاقبتها أمرا جيدا، أما الزلزال الثاني فسيكون يوم الانتخاب بل يوم إعلان النتائج لأن المتوقع حتى الآن ان نسبة التغيير في مجلس الأمة ستصل إلى 60% ولكن اعتقد أن النسبة ستكون أعلى وستغيب أسماء غير متوقعة، كما ستصل أسماء مفاجئة، وأما الزلزال السياسي الثالث فسيكون في أسماء الحكومة الجديدة التي ستتشكل بعد ظهور نتائج الانتخابات.
***
وخلال التسعين يوما سينتهي الصراع السياسي الذي عشناه وعاش معنا طوال 7 سنوات، كانت حلبتاه قاعة عبدالله السالم ومنصات التواصل الاجتماعي، ووصل الأمر خلال الصراع الى حد التخوين من كلا الطرفين «مافيش حد أحسن من حد»، وخلال هذا الصراع غاب أو تم تغييب العقلاء عن المشهد، فلم يكن هناك أحد «يفرق» بين المتخاصمين، وربما غاب العقلاء طواعية عملا بالمثل المصري «ما ينوب المخلص غير تقطيع هدومه»، فآثر العقلاء الركون إلى الغياب خشية أن يمزق ثيابهم أنصار المتخاصمين، وقد فعلوا ذلك ببعض العقلاء عندما حاولوا التدخل.
***
الآن الكثير ممن تسيدوا المشهد السياسي إعلاميا سيكونون أمام أمرين، إما أن يقفزوا من السفينة أو أن يبدلوا مواقفهم وينحرفوا من اليسار إلى اليمين، وقد شهدنا هذه التحولات في المواقف بدايات عام 2014 وما بعدها، وستتكرر وسينسلخ من مواقفهم الكثيرون، وسنشهد حالة من التناقضات بعضها سيبدو مضحكا وبعضها سيكون مدعاة للسخرية ولكن ماذا يفعلون فـ «الرزق يحب الخفية».
***
أحد أسباب تخلفنا السياسي خلال فترة الصراع بين المعسكرين هم المرتزقة ممن احترفوا لي أعماق الحقائق أو إخفاء الحقائق، وأسوأ أنواع المرتزقة ممن امتهن التطبيل، وهناك فرق بين مديح موقف والتطبيل لشخص.
***
عموما لم يتبق شيء، وغدا ستتضح الصورة، والعد التنازلي بدأ لنهايات الصراع السياسي الذي تأذينا منه كثيرا، وكانت أسوأ أدواته على الإطلاق ولادة قوانين لتكمم أفواه الجميع وتخنق أصوات المستقلين الذين لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء.
***
توضيح الواضح: من لا يقرأ التاريخ القريب جدا فسيعتقد أنني أبالغ.
[email protected]