التحول الالكتروني الحكومي لن يتحقق في الكويت لا مع «كورونا» ولا بغير «كورونا»، خاصة ان هناك موظفين ومسؤولين يعشقون رائحة الورق ولا يفضلون تحرير معاملة الا اذا كان بها كل أوراقك الثبوتية سواء كان لها داع او لم يكن لها داع، أمثال هؤلاء الموظفين يفتون من أنفسهم، ويطلبون طلبات وأوراقا غير لازمة من المراجعين فقط ليشعر بأن له قيمة وأن له دورا في كوكب الأرض، وهذه النوعية من الموظفين سبب رئيسي في تعطل التحول من حكومة ورقية إلى حكومة إلكترونية.
***
كمثال بسيط موظف في مبنى البطاقة المدنية بالجهراء رفض الاعتراف بتوكيل صادر من وزارة العدل لتسليم بطاقة سائق على كفالة صاحب التوكيل، وعندما سأله حامل التوكيل عن سبب رفضه تسليم البطاقة, قال له الموظف: «التوكيل لمن صدر باسمه التوكيل ولا يشمل من حوله»، وفي حقيقة الامر ان التوكيل يتيح لحامله ان ينهي وينجز معاملات الموكل منه المتعلقة بأبنائه ومن هم على كفالته من خدم ونحوه، ولكن الموظف اخترع بدعة ادارية جديدة رافضا كتابا رسميا صادرا من وزارة العدل، الادهى ان الموظف لم يتوقف عن الإفتاء الإداري بل قال لحامل التوكيل: «عليك ان تذهب الى مبنى البطاقة المدنية في جنوب السرة لكي تختم التوكيل ثم تعود الي لأسلمك البطاقة»، هذا يعني ان حامل التوقيع سيقطع 100 كيلومتر ذهابا وايابا من اجل ان يحقق رغبات الموظف الادارية المريضة، والتي يتلذذ بها في تعذيب المراجعين وتعطيلهم وتعطيل مصالحهم فقط لأنه اخترع بدعة إدارية ليس لها وجود.
***
مع هذا الموظف ومع قرار الهيئة العامة للمعلومات للمدنية ان كل توكيل يجب ان يصادق من مبناها الرئيسي في جنوب السرة بحسب ما ذكره الموظف فأنا لا ألوم انتشار عربات التصوير حول مباني ادارات وزارة الداخلية وامام مراكز الحكومة مول لأن هذه العقليات التي تدير المشهد الإداري، وبوجودهم لن نتحول الى حكومة الكترونية ولا بعد 100 عام.
***
هل يعقل أن كتاب توكيل رسمي صادر من وزارة العدل لا يعترف به موظف في البطاقة المدنية في الجهراء، ويجب تصديقه من الهيئة بمبناها الرئيسي؟!
أنا شخصيا، كنت اعتقد ان الهيئة ستكون من أسهل الادارات الحكومية في التحول إلى العالم الالكتروني، ولكن للأسف ثبت بالأمس أنها إداري وبفضل موظفيها ليست كذلك وستظل في حالة التخلف الإدارية التي يقودها موظفون لا يشعرون بقيمتهم الوظيفية إلا بتعطيل مصالح خلق الله.
***
توضيح الواضح: رسالتي للمدير العام للهيئة العامة للمعلومات المدنية الأخ العزيز مساعد العسعوسي لأنني لا اعتقد أنه يرضى بتصرفات موظفين عشوائية لا تخضع لقانون ولا إلى قرارات ثابتة بل يخترعونها من رؤوسهم، فالعسعوسي كما اعرفه صاحب عقلية إدارية مرنة وهو سبب لتحول الهيئة الى العالم الرقمي قبل بقية الوزارات والهيئات الأخرى.
[email protected]