شاهدت مؤتمر القيادة الفلسطينية وأمناء الفصائل الفلسطينية الأخير الذي أعقب إعلان دولة الإمارات العربية التطبيع مع إسرائيل، ورغم رفضي للتطبيع، إلا أن ما جاء في المؤتمر وعلى ألسنة المتحدثين كان فيه هجوم على الإمارات خاصة والخليج عامة أكثر من رفض عملية التطبيع الإماراتية - الإسرائيلية.
***
من حقك أن تعلن رفضك للتطبيع بأي لغة سياسية شئت، ولكن لا تدع خطابك ينحدر إلى الانتقاص من الآخر تصريحا أو تلميحا، وهذا ما فعله بعض المتحدثين من الفصائل، وأبرز ما قالوه أو أشاروا إليه أنهم هم من يعود إليهم الفضل في تعليمنا وأنهم من علمنا، هم لم يقولوا هذا صراحة، ولكن جملهم التلميحية تلك تقول ذلك بطريق غير مباشر، ليس في الأمر دخول في النوايا، الأمر لا يحتاج إلى «شيرلوك» لفهم وربط الجمل لتصل إلى نتيجة تبلغك أنهم ينتقصون من شأن «الخلايجة».
***
لا أحد ينكر دور المدرسين الفلسطينيين في الحركة التعليمية في الكويت وأهم أسبابها ندرة المدرس الكويتي أيامها، طبعاً لا أحد ينكر دور جميع المدرسين الوافدين حتى أولئك الذين أتلفونا بـ «الدروس الخصوصية» منهم، ولكن لا تأتي لي لتبلغني بطريقتك السيكوباتية الممجوجة أنك من علّم بدو الخليج القراءة والكتابة.
***
حديث أمناء الفصائل لم يخل من «تلميحات» عنوانها العريض «علمناكم»، لعن الله المنة، ما علينا، ولكن سأستذكر حديث مالك قنوات أورينت غسان عبود المليونير الإعلامي المعروف، عندما قال ذات لقاء تلفزيوني: «عندما قدمت إلى الخليج رأيت الفاكس وصدمت كيف أن هذا الجهاز يرسل ورقة عبر الهاتف إلى أي بلد في العالم»، وأسهب في حديثه السيد عبود عن أنه تعلم من الخليج وتعلم في الخليج وليس العكس، وهي للأمانة صراحة مريحة غير معهودة، فأغلب من جاء إلينا سيبلغك أنه علّمنا ودرّسنا وصاحب فضل علينا دون أن يذكر جزءاً من فضل بلداننا عليه، طيب اذكر حبة البنادول التي أخذتها من المستوصف عندما كنت تعاني من الحرارة، هذا الأسطوانة في المن بالفضل علينا ليست وليدة اليوم ولا تختص بها النخب السياسية الفلسطينية، بل حتى النخب الثقافية العربية الذين أطلقوا علينا «عرب البترودولار»، طيب يا أخي إن كنا مصدر سبة ونحن عرب «دولاريين» ولا نشرفكم، فما لكم وما لنا إن طبعنا أو قاطعنا، مرة أخرى أرفض التطبع، معنى حديثي إن كنت ترى أننا بدو رُحّل نعاني من الأميّة كما تعتقد وتروج، فمالك شغل فينا!!
***
علمتونا وعلمناكم، وهذا صحيح وهكذا يجب أن يقال، أو هذا الصحيح، وفيما لو أردنا أن نفسر الأمر ماديا كما تريدون فسنعتبرها «منفعة متبادلة»، وأستطيع أن أهبط أكثر وأقول كما علمتمونا - وما قصرتم - نحن بدورنا باستضافتكم وبعملكم لدينا علمنا «ولادكم» في أميركا وكندا، ولكنني لن أهبط كما هبطت بعض النخب السياسية الفلسطينية، وسأظل أؤمن بأننا اخوة كعرب حتى ولو كفر بها إخوتنا العرب في لحظة...«زعل».
[email protected]