الزواج فطرة الله التي فطر الإنسان عليها وحفظا للنفس والنسل، وهو استجابه لأمر الله ورسوله، وفيه منافع كثيرة لا حصر لها ولا نهاية لبركته طالما أن الفرد عاقل وقادر، وهذا يعود على المجتمع بالامان.
كتبت هذا المقال بسبب الكم الهائل من الرسائل التي أرسلت إلي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بطلبات رجال من ذوي الاحتياجات الخاصة لمساعدتهم في نشر الوعي بأن ذوي الاحتياجات الخاصة قادرون على الزواج وتكوين أسرة.
والسؤال الملح(بضم الميم) لماذا ترفض الاسر تزويج ابنتهم من شاب من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة علما بأن صاحبة الشأن موافقة؟
وفي تقديري أن المجتمع يرفض زواج الشاب من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من امرأة من غير هذه الفئة خشية من أن تعير من الأقارب والجيران والاصدقاء، بتزويج ابنتهم لرجل من ذوي الاحتياجات الخاصة وإذا انتفى هذا السبب فإنهم يخشون من انجاب ابناء بإعاقة، في حين يرفض البعض الآخر هذا الزواج خوفا من أن يرهق هذا الرجل ابنتهم في اعباء إضافية اكثر من طاقتها.
وإني ارى أن هذه المخاوف ليس لها اي اساس من الصحه وذلك للاسباب التالية:
أولا: الإعاقة غير مقتصرة على الأفراد في عمر معين فحدوثها ممكن ان يكون في اي مرحلة من العمر عن طريق حادث أو علاج طبي خاطئ الخ.
ثانيا: كثيرا ما ينجب الزوجان من غير فئة ذوي الاحتياجات الخاصة طفلا بإعاقة.
ثالثا: الرفض ناتج عن ثقافة عدم تقبل الآخر بسبب الاختلاف.
رابعا: معظم مهام الاسرة في الكويت قد تقوم بها المرأة في وجود زوج من غير فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
المجتمعات ذات الوعي باحتياجات هذه الفئة يتسامى فيها الافراد عن التطلع للاختلاف ويكون التقدير وفقا للانجاز وليس الشكل.
وأختم بأن الشباب من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة يطالبون بحقهم في الزواج وتكوين أسرة أسوة بالآخرين ، فالزواج حاجة من حاجات الانسان الأساسية، ولتحقيق ذلك نحتاج مبادرة وتعاونا وتنسيقا بين الأسر للتوفيق بينهم ومن ثم الحصول على شريكة الحياة المناسبة.
[email protected]
drzainbalhasawi@