يمكننا القول إن المجتمع هو من خلق شعور العزلة لدى أولياء أمور الأشخاص من ذوي الإعاقة، وذلك من خلال عدم الوعي بكيفية وإتيكيت التعامل مع أسر ذوي الإعاقة ومع ذوي الإعاقة أنفسهم والممارسات والاتجاهات الخطأ التي تنتشر في المجتمع، وفي بعض المجتمعات يرفض أولياء أمور الأطفال من غير ذوي الإعاقة لعب أبنائهم مع أطفال من ذوي الإعاقة بحجة انهم قد يتعلمون منهم سلوكيات غير طبيعية وأرد على هذا المعتقد الخطأ بأن الطفل من غير ذوي الإعاقة لن يقلد سلوك الطفل من ذوي الإعاقة إلا إذا وجد التعزيز والتقبل والتشجيع، وهنا دور أسرة الطفل من غير ذوي الإعاقة بالتوجيه الصحيح حاله كحال أي سلوك غير مرغوب، ولا شك أن اليوم مع التطور والانفتاح على العالم فهناك الكثير من السلوكيات غير المرغوبة التي لا نستطيع منعها إنما نوجه أبناءنا بعدم تقليدها وذلك عن طريق النصح والإرشاد المناسب.
كذلك قد يكون أحد أسباب العزلة الذي تسبب به المجتمع توافر الخدمات بصورة محدودة في المرافق السياحية التي تحول بين خروج الأطفال من ذوي الإعاقة مع أسرهم واندماجهم في المجتمع مع أقرانهم، ثم إن نظام عزل الأطفال من ذوي الإعاقة في مدارس خاصة يشعرهم بأنهم اقل قدرة وكفاءة من أقرانهم كل ما تقدم ذكره كان سببا لخلق مشاعر الخجل والإحراج والوصمة عند الأسرة بأن لديهم طفلا من ذوي الإعاقة.
وقد صادفت هذا النوع من الأهل الذين يخجلون من إعاقة أبنائهم، وخاصة من خدمة السيارة التي تقدم من المراكز فتذهب السيارة لمنزل الطفل من ذوي الإعاقة لتقدم له الجلسة فيمتنع الأهل عن استقبالها والسبب ان السيارة مكتوب عليها أنها لذوي الإعاقة مما يجعلهم يشعرون أن جميع الجيران علموا بأمر الطفل وقد يؤثر على زواج أبنائهم الآخرين خوفا من انتقال الإعاقة بالوراثة، فيقومون برفض الخدمة المنزلية وكذلك المراكز قد تكون بعيدة عن منزلهم فأيضا لا يذهبون لها فينتج عنه عزل وإهمال لحاله الطفل مما يسبب تفاقم آثار الإعاقة وعدم الحد منها.
حالة أخرى طفلة تم عزلها عن المجتمع وبدأت الأم بعمل كل شيء لها ولم تعلمها أي شيء، فقط الأكل والشرب وخاصة عندما تغضب يعطونها الحلويات مع الوقت كبرت الطفلة وزاد وزنها بصورة كبيرة، وأصبحت تضرب الجميع وصارت تهجم وتكره الاندماج مع الأسرة فأصيبت بالاكتئاب وانتهى بها الأمر الى إقرار تحويلها لمصحة الأمراض العقلية وهذه النهاية بسبب الأسرة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» لذا لابد ان نحمد الله على ما رزقنا من ذرية ونقبل ونرضى بأمر الله وخصوصا ان في ذلك أجرا عظيم.
[email protected]
twitter:@drzainalhasawi