لم يتبق الكثير.. أقل من شهر يفصلنا عن انتخابات مجلس الأمة التي ينتظرها الناس منذ سنوات وهم يعيشون في حسرة وألم نادمين على مخرجات المجلس الماضي الذي يرون أنه خذلهم من خلال الكثير من نوابه الذين أهملوا الناس وتجاهلوا طلباتهم ورغباتهم ولم يراعوا ظروفهم وحاجاتهم وتركوا مهامهم الرئيسية التي كفلها لهم الدستور وهما الرقابة والتشريع، فلم تكن الرقابة الحقيقية حاضرة ولم يكن التشريع على مستوى الطموح وأغلبية النواب كانوا حكوميين أكثر من الحكومة.
تحولت الرقابة من أعضاء المجلس إلى الشعب مباشرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وحرص الناس الشرفاء على وطنهم والذين كشفوا للجميع ما كان يتم في الخفاء ومن كان خلفه وماذا كان سيحدث لو تركت الأوضاع مثل ما هي عليه، الفترة الماضية لا شك أنها كانت بمنزلة الصدمة للناس وذلك بسبب كمية الفساد التي ظهرت على السطح ورائحتها النتنة التي أزكمت الأنوف.
إن أعضاء مجلس الأمة لا يتم تعيينهم وإنما يتم انتخابهم من قبل الناس بمعني من يختارهم ويزكيهم ويعينهم ويدخلهم قاعة عبدالله السالم هم الناس أنفسهم وهذا يبين كيف جعل الدستور السيادة والقرار والاختيار والقيادة في يد الشعب من خلال الورقة التي توضع في صناديق الاقتراع ولا شك أنها مسؤولية عظيمة الكثير منا لا يعرف قيمتها ولا يعي خطورتها وانعكاساتها على المجتمع والأجيال المتعاقبة والدليل أن الكثير من الأشخاص من الجنسين همهم الوحيد معرفة من هو المرشح الذي يشتري ذمم الناس لكي يبيعوا صوتهم له من أجل المال السحت غير مراعين لحدود الله سبحانه وتعالى الذي نهى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم عن القيام بمثل هذه الأفعال المحرمة والملعونة، ومن لا يخاف الله بالطبع لن تهمه كرامته وسمعته وسمعة عائلته التي سيلوثها عندما يبيع صوته الرخيص ويسجل اسمه في كشوف العار والفضيحة التي يحتفظ بها المرشحون.
وفي المقابل أيضا، نرى أن بعض المرشحين يتباهون ويتفاخرون في شراء الأصوات من خلال أقاربهم وأصدقائهم الذين يدعون أن مرشحهم رصد الملايين من اجل الوصول للمجلس وهذا لا شك أنه يعبر عن مدى السطحية والسذاجة التي يتحلى بها البعض، باعتقادي ان هذه الانتخابات ستكون مختلفه والناخبون اصبحوا اكثر وعيا وإدراكا للأمور من ذي قبل والتذمر الذي يعيشه البعض لن يجدي نفعا، من أراد الإصلاح فعليه اختيار الأصلح من خلال المشاركة وعدم التردد في الذهاب للاقتراع وتجاهل الكلام الذي يردده البعض عن المقاطعة وأنه لا توجد فائدة من المجلس من أجل بث اليأس في النفوس، لذلك لا فائدة من التذمر والتردد والتحجج، القرار اليوم بيدكم ومستقبل أبنائكم بيدكم ومستقبل وطنكم بيدكم فلا تتركوه في أيدي الفاسدين.
[email protected]