في السنوات الأخيرة، أصبحت الكويت مقصدا لتجار المخدرات، ومعروف لدى الجميع تلك البلدان التي تأتي منها هذه السموم من كل المنافذ البحرية والجوية والبرية، والغريب أنها تكون بكميات كبيرة وضخمة جدا ويتضح ذلك عند ضبطها من قبل رجال الجمارك والداخلية وكل الجهات المسؤولة عن مثل هذه الأمور، ولا يفوتنا هنا أن نشكر ونقدر تلك الجهود التي يقوم بها أبناء الكويت الأمينين والمخلصين الذين يواصلون الليل بالنهار من أجل حماية وطنهم وشبابهم من هذه الآفة الفتاكة، حمانا الله وإياكم منها.
إن هذه الكميات المهولة التي تضبط ولا شك منها ما يدخل للبلاد بأساليب كثيرة، وإلا لما رأينا وسمعنا عن الكثير من الجرائم التي تحدث بشكل يومي بين الشباب بسبب المخدرات التي أذهبت عقول البعض منهم الذين دمروا مستقبلهم وشوهوا سمعتهم وأثروا على نفسيات عوائلهم وما زال الجميع يعيش في صمت.
مثل هذه الأمور مجتمعة يجب أن يقابلها حزم وعزم من قبل الحكومة من خلال عمل مؤتمر وطني تشارك فيه كل الجهات والتي لها علاقة مباشره بمثل هذه القضية كوزارات الداخلية والصحة والتربية والشؤون والإعلام وغيرها كل منها يضع الخطط والدراسات والأساليب التي من خلالها تستطيع الدولة السيطرة على الأوضاع ووقف آثار هذا العبث والاستهتار التي تقوم به حكومات من الخارج لزعزعة وطننا عندما يئسوا من التأثير علينا سياسيا وإعلاميا بحيلهم واتفاقياتهم في القضايا الإقليمية منها والدولية لجأوا إلى هذا الأسلوب لتفكيك المجتمع وتدميره فصبوا تركيزهم على عماد وأساس بناء أي دولة في العالم وهو الشباب.
اليوم الوضع خطير جدا السجون ملأى بالشباب، ومعظم القضايا التي تتداولها المحاكم خاصة بالمخدرات وجرائم القتل التي حدثت مؤخرا في وضح النهار وأمام أعين الناس والتي لم نكن نعرفها من قبل كلها بسبب تعاطي المخدرات، الكثير من الناس يشعرون بالخوف والقلق على أنفسهم وعلى أبنائهم من المجهول جرائم القتل واستخدام السلاح ومواجهة رجال الأمن والتعدي عليهم أصبح أمرا اعتياديا ونراه في الشوارع ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، إلى متى هذا الصمت وهذا العجز؟ لذلك يجب التعاون المجتمعي؟ أصبح من الضروري اليوم مواجهة هذا التسيب والفلتان وعدم الاهتمام بأرواح الناس، ما تراه اليوم بعيدا عنك قد يأتي يوم وتجده قريبا منك، فهل سنستطيع المواجهة أم أننا سنكون مترددين ومتذبذبين؟ وسيكون نظرنا في محيطنا وتحت أقدامنا إلى أن تتفاقم وتنفجر الأوضاع ويحدث ما لا يُحمد عقباه.
[email protected]