قبل جائحة «كورونا» لا شك أنك لو سألت أي إنسان عن هذه المنظمة وأين مقرها وما أهدافها ما كنت لتجد إجابات شافية وربما الأغلبية لم يسمع بها من قبل، وربما يقتصر معرفتها على الأطباء ومن يعملون في هذا المجال، أما اليوم فالوضع اختلف تماما وأصبحت منظمة الصحة العالمية اسما يتردد في مختلف وسائل الإعلام على مستوى العالم، والجميع يتابع ما يصدر عنها من تصريحات وبيانات، وأصبحت شهرة مديرها توازي شهرة لاري كينغ مقدم البرامج الأميركي المعروف وربما تفوق ممثلي هوليوود، لمَ لا وهذا الرجل الذي رشحته القارة الأفريقية بعدما كان وزيرا لخارجية إثيوبيا وقبلها وزيرا للصحة رغم سجله الحافل بتبوئه للمناصب إلا ان تصريحاته في الآونة الأخيرة بات يتخللها الكثير من الشك والريبة والغرابة، لأن تلك البيانات التي تصدر من موقع الصحة العالمية ممهورة باسم مديرها وهي تتغير وتتحول في محتواها في الأسبوع وربما في اليوم الواحد، فتارة يذكر ان الفيروس يواصل انتشاره بسرعة قصوى وبعدها يذكر ان الفيروس تمت السيطرة عليه، وبعد أيام يتم الإعلان عن فيروس متحور جديد ولكنه غير قادر على التوسع، وبعد أيام يتبدل الكلام بأن هذا الفيروس سريع الانتشار وخطر على البشرية، وبعدها يتم الإعلان عن سلالة جديدة ولكن لم تتم دراستها ومدى خطورتها، وبعدها يصبح غير خطر وبقدرة قادر يصبح خطرا، وطوال هذه الفترة ننتقل من «كوفيد» الى سلالات أخرى منها «الفا وبيتا غاما ودلتا» إلى ان وصلنا الى «اوميكرون» المتحور الذي ينتشر في العالم سريعا ويرون ان أعراضه خفيفة وأقل خطورة من سابقيه وهذا ما يصدر من المنظمة، وتعتمد عليه كل المؤسسات الصحية في العالم، بل وأعلن قبل أيام مدير المنظمة ان فيروس «كورونا» سينتهي خلال شهر، وما هي إلا أيام ويفاجأ الناس بتصريح صادم بأنه بعد «أوميكرون» ستظهر سلالات أشد فتكا وخطورة.
ونتساءل بعد هذه التصريحات المتضاربة على مدى عامين: بالله عليكم، كيف سيكون تأثيرها على نفسيات البشر الذين يعانون من مختلف أنواع المعاناة من إصابات ووفيات وتأثيرات مالية ووظيفية ومعيشية، وصاحبنا مازال يغرد خارج السرب كأنه يعيش في عالم افتراضي يختلف عن العالم الذي نعيش فيه، ربما يفهم البعض من كلامي أنني ضد التطعيم، وأقول لا وعلى العكس فأنا من أول الناس الذين تلقوا كافة التطعيمات، بل وأشجع وأحث الآخرين على تلقيها حفاظا على صحتهم وصحة من حولهم وحماية لمجتمعهم، إلا انه بالمقابل نرى أن تلك المنظمة لم توفر الحماية النفسية قبل الطبية لشعوب العالم، بل أخذت تثير الرعب والهلع وربما التردد من قبل البعض في أخذ التطعيمات بسبب هذه التناقضات و«الخزعبلات» التي تصدر عنها، فهل سيتغير الوضع للأفضل في المستقبل؟ هذا ما نتمناه.
[email protected]