ستة عقود مضت على العملية الديموقراطية في الكويت عاش الكويتيون خلالها الكثير من الأمور والتجارب يتذكرون معها الشخصيات النيابية التي قامت بأعمال خالدة من خلال تشريعاتهم ورقابتهم ومازالت أسماؤهم ومواقفهم وأعمالهم وقوانينهم عالقة في أذهان الناس إلى يومنا هذا.
لا شك أن الانتخابات التي نعيش أجواءها حاليا مختلفة في كل شيء جوهرا ومضمونا لأنها جاءت بعد فتر مخاض عسير، وكانت النهاية والحل في الخطاب السامي الذي ألقاه سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، نيابة عن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، أدام الله عليه الصحة والعافية.
هذا الخطاب التاريخي الذي لم يسمع مثله الشعب خطابا طوال المسيرة الديموقراطية وما سبقها، ان السطور العريضة والكلمات التي سمعها الناس جاءت كالبلسم وأشعرت الموطنين بأن القيادة تبادلهم نفس المشاعر والهموم وليست بعيدة عنهم مثل ما كان يصورها البعض بعد هذا الخطاب الذي تسطر كلماته بماء الذهب شعر الناس بالارتياح والطمأنينة وانقشع معها الضغط الشديد والتوتر والقلق الذي كان يعيشه الناس لكن هذا الخطاب الذي جاء كالنهر المتدفق قدم التحية للجميع.
لذا يجب أن نرد التحية بأفضل منها، لأن الخطاب حملنا بنفس الوقت المسؤولية في عملية الاختيار للنواب ومن سيمثلنا في المجلس بعد أن تذمرنا من المجلس الماضي، لذلك إذا كنا بالفعل مصدومين فإن الكرة الآن في ملعبنا ولم يعد لنا حجة خصوصا بعد أن استطاعت الحكومة فرض هيبتها في منع الفرعيات وشراء الأصوات وجعلت التصويت بالبطاقة المدنية لتقطع الطريق على كل من قاموا بنقل الأصوات لدوائرهم بمعنى أن القيادة والحكومة مهدت لنا الطريف ومنحتنا فرصة ذهبية قد لا تتكرر بالمستقبل، لذلك نتمنى من الجميع أن يضع الكويت ومستقبل أبنائه أمام عينيه ولا يلتفت للطائفية أو العنصرية أو القبلية، ويختار الذي يراه الأصلح والأمين، فهل سيتحقق هذا الحلم وهذا الأمل؟.
[email protected]