منذ فترة والناس عندنا في الكويت تتذمر من الأوضاع كافة لأنهم يرون أن كل شيء جميل عندنا تلاشى وأصبح في عالم الذكريات، البعض يرى أن الماضي كان جميلا رغم بساطته، ونحن هنا بالمناسبة لا نتحدث عن الماضي البعيد وإنما عما يقارب عقدين من الزمن، فالجميع يرى أن تلك الفترة وما سبقها لم يكن الفساد فيها بالشكل الذي نراه في السنوات الحالية.
كانت تلك المرحلة يصاحبها نوع من الهدوء والرضا عن معظم ما تقدمه الدولة لمواطنيها سواء كان على مستوى الوظائف ومدى توافرها، أو على مستوى التعليم وجودته، ومستوى الخدمات التي تقدم، وكذلك أماكن الترفيه وتنوعها، وعلى مستوى الشوارع ومدى صلاحيتها للاستخدام والخدمات الصحية التي كانت تقدم كثيرا من الأمور اليوم أصبحت شبه مفقودة وهذا ما أدى إلى الانتقال من مرحلة التذمر والشكوى ومرحلة المقارنة، اليوم جميعنا يذهب بأنظاره إلى من حوله ويتحسر ويتألم على حالنا وما وصلنا إليه عندما نشاهد أشقاءنا في دول مجلس التعاون والتطور والتقدم السريع الذي تواكبه دولهم من خلال المشاريع الترفيهية الجبارة التي افتتحوها ويزورها البشر من مختلف دول العالم إضافة إلى التوسع في كل المجالات الإدارية والفنية، وكل ما من شأنه أن يسهم في تحقيق السعادة لمواطنيهم واستثمار تلك المشاريع الضخمة التي تدر على الدولة الإيرادات المالية الهائلة.
فاليوم بعد أن كنا في المقدمة في كل شيء أصبحنا بلا شيء، وهذا ما جعلنا نشعر باليأس والإحباط وربما العجز لأننا بالفعل أصبحنا عاجزين عن النهوض في بلدنا من جديد أصبحنا عاجزين عن إسعاد شعبنا، أصبحنا عاجزين عن تحقيق أقل المطالب للناس من سكن ووظيفة وتعليم مميز.
أصبح حالنا فقط مجرد مراقبين ومتفرجين، قضيتان فقط نتداولهما طوال الأعوام الماضية حتى يومنا هذا هما: حل مجلس الأمة أو إبطال المجلس، هل سنبقى على هذا الوضع كثيرا؟ إلى متى سنظل نعيش على حكومات تصريف العاجل من الأمور؟! إلى متى سنعيش مع مجلس من غير إنجازات؟!
هل سنستطيع أن نعود بالكويت كما كانت في الماضي وننهض بها من جديد لتبهر العالم بجمالها مثلما كانت ونخلط الماضي الجميل بالمستقبل الأجمل؟ هل ستستطيع سفينتنا أن تبحر رافعة أشرعتها بعز وشموخ، أم إن الأمواج المتلاطمة ستعيقها وتجعلها راسية على شواطئ الحزن والألم والانكسار؟!
[email protected]