لا شك أن الإعلام يعد مصطلحا واسعا يشتمل على الكثير من الجوانب الأدبية والفنية والإدارية والإخبارية، وأكثر وسيلة عرف من خلالها الإعلام والإعلاميون في القرن الماضي هما جهازا التلفزيون والإذاعة، وما يقدمانه من مواد مختلفة إخبارية وفنية ورياضية وغيرهما.
ولا شك أنهما كانا وسيلة جاذبة خصوصا جهاز التلفاز، لأن الوسائل الحديثة والسوشيال ميديا لم تكن موجودة في تلك الفترة، لذا تعرف الناس من خلالهما على العديد من الشخصيات التي رسخت في أذهانهم منذ أن كانوا أطفالا وشبابا سواء كانوا مذيعين أو مقدمي نشرات أخبار أو فنانين، فعندما يستضيفون اليوم الكثير من هؤلاء الإعلاميين الحقيقيين الذين عملوا في هذا الحقل منذ سنوات طويلة وصلت إلى ما يقارب نصف قرن تجدهم لا يصفون أنفسهم بالإعلاميين لشدة تواضعهم واحترامهم لمهنتهم ولجمهورهم، ولأنهم عملوا في زمن تختلف فيه المفاهيم عن زمننا هذا الذي اختلط فيه الحابل بالنابل ولم نعد نفرق الغث من السمين، وأصبح الإعلام مهنة من لا مهنة له، فاليوم نرى كلمة إعلامي صارت شيئا بسيطا وسهلا، وأي شخص يستطيع أن يطلقها على نفسه حتى وان كان لا يعمل بالإعلام ومجالاته المختلفة أو يعرف أقل أسسه ومبادئه، وهذا يرجع إلى الفوضى التي نعيشها اليوم بسبب مواقع التواصل الاجتماعي والحسابات الإلكترونية العديدة، فالعملية أصبحت سهلة تماما فنرى الكثير من الأشخاص الذين يطلقون على أنفسهم هذا المسمى لا يحمل سوى الهاتف الخاص به ويفتح الكاميرا ويصور الناس في المناسبات المختلفة بإذن أو من غير إذن ويتحدث مع البعض منهم بأمور عادية وسطحية، أو أنه يصور من هاتفه من داخل مسكنه أو مكان عمله للتعليق على أي خبر أو حادثة ثم ينشره في تويتر أو الانستغرام تحت مسمى «الإعلامي فلان»، كيف نفسر مثل هذه التصرفات هل هي استهتار أم استهزاء أو قلة معرفة؟!
طالما أنه لا توجد محاسبة أو متابعة لمثل هذه الأوضاع والسلوكيات التي ترتكب من قبل البعض فإننا نتوقع في المستقبل أن الكثير من المهن والوظائف والمسميات ستجد لها دخلاء وتضيع معها جهود أهلها الحقيقيين وحقوقهم، لذلك يجب أن تقوم وزارة الإعلام بدورها على أكمل وجه بمراقبة مثل هذه الأمور وتضع الشروط المناسبة والقوانين التي تنظم وتحد من هذه التعديات والفوضى التي تحدث أمامنا كل يوم، فهل من مجيب؟!
[email protected]