أيام قليلة تفصلنا عن موعد الاقتراع لانتخابات مجلس الأمة، والذي يعتبر يوم عرس ديموقراطي تحتفل فيه الكويت وشعبها منذ ستين عاما.
ولاشك انه يشكل مرحلة مفصلية في تاريخ الكويت السياسي، حيث تغيرت من خلاله الكثير من الملامح وظهرت معه الحياة المدنية والدولة العصرية الجديدة، خصوصا أن وضع الدستور تزامن مع الاستقلال ونيل الكويت عضوية العديد من المنظمات الدولية والعربية والإسلامية وتبعها التفكير والإعداد لأول انتخابات ديموقراطية تمثلت في المجلس التأسيسي الذي كان نواة للعمل النيابي وللحياة الديموقراطية الذي تم من خلاله توزيع الدوائر والدعوة لانتخابات مجلس الأمة، وتشكيل الحكومة بعد ظهور النتائج والعمل بهذا النظام إلى يومنا الحالي.
ومن الطبيعي أن تتوالى طوال هذه السنوات الكثير من الأحداث والمجريات أسفر عنها إقرار الكثير من المشاريع بقوانين والتي نرى نتائجها وثمارها اليوم في الكثير من نواحي الحياة من تخطيط عمراني وصحي وتعليمي، وهذا يعطي دلالة على أهمية هذا المجلس الذي أعطى للناس حق الترشح والانتخاب وحرية الاختيار، وهذا هو المهم والعامل الأساسي الذي ترتكز عليه المخرجات ونوعيتها، فإن كان الاختيار صحيحا ومبنيا على وعي وإدراك حقيقي سيخرج لنا مجلس قوي على قدر الطموح وسيلبي مطالب الناس واحتياجاتهم. أما إذا كان الاختيار عشوائيا وعبثيا ومفاهيمه تقتصر على المصالح الضيقة كالعائلية والقبلية والطائفية فسيكون مجلسا متواضعا، وربما يقف عائقا أمام التنمية، ولا يحقق ما يرجى منه.
لذلك يجب علينا عدم التردد في الذهاب للتصويت وعدم الاستماع للأصوات النشاز التي تصور الوضع بالمقلوب بأن المشاركة ستكون ضعيفة، ويجب أيضا التفكير طويلا قبل اتخاذ القرار في اختيار الشخص المناسب الذي يمثلنا، ويجب أن يعرف الجميع أن الصوت للكويت وليس للأشخاص، ومتى ما اخترنا الأقوياء والأمناء فسنكون حافظنا على وطننا وحاضرنا ومستقبلنا
[email protected]