طالبنا مرات عدة، ومثلنا أشخاص كثيرون مازالوا يتمنون رؤيتها على أرض الواقع، والمطالب والأماني تتمثل في إنشاء قناة إخبارية كويتية فضائية خاصة تكون مدعومة من الحكومة مباشرة، لكن يجب أن تختلف بالطبع عن الأسلوب الحكومي الثابت والجامد إلى حد كبير لأن القناة ليست للأخبار الداخلية فقط وإنما لمناقشة ومتابعة وتحليل الأخبار العالمية والأحداث أينما كانت، خصوصا في ظل الأوضاع المضطربة في كل مكان يجب أن يكون للكويت موقف واضح ورؤية وقرار وتحكم في إدارة الأحداث مع التزام القناة بالطبع بالمصداقية والحيادية حتى تحصل على ثقة الناس وتصبح واجهة لكثير من المشاهدين العرب مثل القنوات الأخرى التي أنشأتها بعض دول مجلس التعاون وأصبحت بالفعل كالسلاح والحماية لها من خلال إيضاح الحقائق الغائبة عن الناس والرد على الأكاذيب والادعاءات التي يختلقها البعض، وتفنيدها بشكل علمي ومنطقي.
اليوم النشرات الإخبارية في التلفزيون الحكومي ربما توضح وتعلن عن الكثير من الأخبار التي تحدث في مختلف دول العالم إلا أن هناك أخبارا وأحداثا لا تظهر للمشاهد العادي، إما أن المسؤولين يرون أنها تخالف سياسة الدولة أو التزاما ببعض المبادئ العامة والاتفاقيات المبرمة بين الدول العربية والخليجية. اليوم العالم يتحرك بشكل سريع ووسائل الإعلام المتعددة والمتجددة إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة والمتطورة باستمرار لا ترحم ولا تسمح لنا بأن نعيش على أنظمة الزمن القديم، لذلك إذا كان التلفزيون الرسمي لا يسمح، فالواجب التحرر والانتقال إلى العالم الفضائي بعد أن تأخرنا عن الركب كثيرا مع أننا في الكويت ولله الحمد لا ينقصنا شيء سواء من ناحية المال أو المكان أو الإمكانيات والطاقات إضافة إلى الخبرة الطويلة التي يمتلكها تلفزيون وإذاعة الكويت والقائمون عليها، لذلك ما نتمناه الإسراع في إنشاء هذه القناة حتى تضع حدا لبعض القنوات التي تستخدم أسلوب التضليل والمراوغة ومحاولة الاصطياد في الماء العكر من خلال بعض برامجها المسمومة التي آذت الكويت وتسببت لها في الإساءة والضرر.
في النهاية، يجب ان نصنع إعلاما صلبا في مواجهة مثل هذه القنوات لكي تتوقف المهازل وأيضا توضح للشعوب في كل مكان الوجه الحقيقي والمشرق للكويت وإعطاء صورة للعالم بأن الكويت قادرة على الدفاع عن نفسها وان الحق سيظهر طال الزمان أو قصر.
[email protected]