منذ سنوات عدة والناس عندنا في الكويت شغلهم الشاغل هو السياسة وما يصاحبها من أحداث ومستجدات، والغريب في الأمر أن الصغار قبل الكبار هم من يتابعون السياسة وأخبارها ويتناقشون بها، ربما لو أننا نعيش في بلد غير الكويت من البلدان التي تعاني من الحروب والتفجيرات والفقر والجوع والمعاناة لعذرناهم، أما وأننا نعيش في بلد ولله الحمد مستقر وأمن وأمان واستقرار ونجد البعض يتبع هذا الأسلوب لا شك أنه خطأ وغير مبرر.
في السنوات الماضية كان الناس لا يكترثون بالسياسة، بل ربما أنها كانت آخر اهتماماتهم، كان الشباب والأطفال مشغولين في النشاطات الأخرى كالرياضة ومتابعتها وممارستها ككرة القدم وغيرها من الرياضات، وعلى مستوى المجتمع كان الناس يهتمون بأمور الزراعة وتنسيق حدائق منازلهم والمشاركة في الاحتفالات المختلفة في العديد من المناسبات على الرغم من بساطتها، اليوم كل شيء متوافر من مجمعات وأسواق ومشاريع سياحية ضخمة، إلا أن معظم الناس مشغولون بوسائل التكنولوجيا الحديثة واهتمامهم يتركز على متابعة الأخبار التي تحمل الكثير من الحزن والتشاؤم وهذا الأمر لا شك أنه تترتب عليه سلبيات عديدة من توتر وقلق وأمراض مختلفة.
نحن لا ندعو إلى الانعزال عن العالم الخارجي وعدم الاهتمام بالآخرين، ولكن يجب عدم المبالغة في التشاؤم وتجاهل ما نعيش فيه من رفاه وخير واستقرار يجب علينا أن نعيش بشكل طبيعي ومتوازن وألا ننجرف خلف الأحداث والقضايا وندمر حياتنا ونلوثها بأمور ليس لنا بها صالح، اليوم وطننا محتاج لنا أكثر من السابق من خلال تكاتفنا وتعاوننا مع بعضنا البعض وعدم الاستماع أو متابعة من يحاول أن يؤثر على حياتنا محاولا زرع الفتنة والفرقة والاختلاف والتنازع بين أبناء الوطن الواحد. باختصار عيشوا حياتكم على طبيعتها واتركوا السياسة لأهلها وابتعدوا عما يؤرقكم ويفرقكم.
[email protected]