في الوقت الذي نرى فيه دولا كثيرة وشعوبا متعددة لا تجد العلاج الكافي والواقي من الأمراض العادية والمستعصية بمختلف أنواعها ويصل بها الحال في أحيان كثيرة إلى الموت أو العجز الكلي، ونحن ولله الحمد نعيش رعاية صحية متكاملة وشاملة سواء للعلاج أو لتوافر الدواء بأنواعه وأشكاله الحديثة والمتطورة. في الوقت الذي يبتعد فيه بعض المرضى عندنا قدر الإمكان عن العمليات الجراحية ومخاطرها نجد بالمقابل من يذهب إلى مشرط الجراح ليس للعلاج الضروري وإنما من اجل الرفاهية وإجراء عمليات التجميل بمختلف أماكن وأعضاء الجسم دون خوف أو تردد أو اعتبار لأي شي آخر. اليوم انتشرت عيادات التجميل في مختلف مناطق الكويت وربما أعدادها فاقت أعداد محلات البقالة، وطبيعي هذه الزيادة لم تكن تحدث لولا أنها وجدت إقبالا منقطع النظير من الجمهور ومن الجنسين الرجال والنساء. طبيعي أن توافر المادة عند الكثيرين ووجود الفراغ الكبير ساهما في انتشار هذه الظاهرة والإقبال عليها إضافة إلى أن المجتمع أصبح متقبلا لها وتعود عليها لدرجة أن البعض نراهم في الأسواق والأماكن العامة بلفافاتهم الظاهرة على وجوههم دون أي مبالاة أو اهتمام بالآخرين. أصبحت الوجوه معظمها مشابهة لبعضها البعض لدرجة أن ملامح الوجه يتم تغيرها بالكامل وربما انه لا يتطابق مع الصور الموجودة في الإثباتات الرسمية صارت المرأة العجوز لا تختلف عن الشابة أو المراهقة وحتى بعض الرجال دخل هذه التجربة وأصبح ينافس النساء بتعديل الخشم او نفخ الخدود وتغيير لون البشرة وغيرها من الخزعبلات. الآن لو تطرقنا إلى الشرع والدين وذكرنا انه حرم مثل هذه الأعمال والأفعال إلا للضرورة لن يلتفت لنا أحد، ولو تطرقنا إلى عامل الحياء والعيب سيضحك علينا البعض، إضافة إلى أن بعض الأطباء الذين يقومون بمثل هذه العمليات الجشع والمال أعمى بصيرتهم ولم تعد أخلاقيات المهنة والأمانة التي اقسموا عليها ضرورة عندهم.
لذلك لم يتبق إلا القانون فهو الشيء الوحيد الذي لا يستطيع احد تجاهله أو مخالفته لذلك نتمنى على المسؤولين في وزارة الصحة أن يقوموا بمراقبة العيادات ومراكز التجميل والقيام بعمل زيارات مفاجئة لأن بعض تلك العيادات تستخدم أدوات وعلاجات وأساليب غير مرخصة تسببت بالضرر للكثيرين سواء من المغفلين أو المغفلات وفي اغلب الأحوال مستقبل هذه العمليات هو التشويه والحروق وانتشار الأمراض الخبيثة في الجسم بسبب الإبر وحقن البوتكس والليزر وغيرها من الأجهزة المضرة أو الملوثة.
هل سنري المراقبة والمحاسبة عن قريب؟ نتمنى ذلك.
[email protected]