اليوم الجميع يشتكي من حالة الجفاء والبعد العام وقلة الوصل والتقارب بين الناس، البعض يعلل هذا الأمر بأنه بسبب وسائل التكنولوجيا الحديثة وأنها اختصرت المسافات مثل الهاتف والوتساب وغيرهما، وآخرون يرون أن هذا الأسلوب يعتبر سلبيا وليس إيجابيا وانه يجب ان يرجع الناس لطبيعتهم ويصلوا رحمهم وأصدقاءهم بالشكل الذي أمرنا به الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.
في السابق كان التراحم والتواصل بين الناس سمة أساسية لحاجة الناس لبعضهم البعض، إضافة إلى أن المصالح في تلك الفترة لم تطغ على العلاقات الشخصية مثلما يحدث في هذه الأيام الرجال يتزاورون في الدواوين والنساء في البيوت سواء كانت الزيارات للأقارب أو للمعارف أو للأصدقاء وكانت بدون مواعيد أو اتصالات لتحديد أيام الزيارة مثل الذي يتعامل به الناس في وقتنا هذا.
اليوم المصالح أصبحت لا تفرق بين كبير أو صغير امرأة كانت أو رجلا الجميع يسابق الزمن بحثا عن مصالحه الخاصة دون وضع اعتبار لأي شي آخر، يتناسى جميع الواجبات والحقوق بلا مبالاة المهم أن يجمع اكبر قدر من المال او يحصل على فائدة معينة أما باقي الأمور فهي ثانوية بالنسبة له طالما أنها لا تشبع رغباته أو تحقق مصالحه الشخصية.
يحدثني بعض الإخوان بأنه قام بإجراء عملية جراحية وبقي في المستشفى لمدة شهر كامل ولم يقم بزيارته من أصدقائه سوى شخص واحد وآخر يقول حتى في الديوانية اليومية التي نجتمع فيها لو غبت عنهم يوما أو أسبوعا أو حتى شهرا فلن تجد من يفتقدك أو يسأل عنك لأنك لست شخصا متنفذا أو يجدون مصالحهم وحاجاتهم عندك!
نحن هنا لا نعمم هذا الأمر وإلا فسد الوضع بأكمله ولكن لا ننكر أن جميعنا يعاني من هذا التصرف السلبي والدخيل على مجتمع كمجتمعنا الذي عرف بالتحاب والتواصل والتراحم، لذلك نتمنى ألا تسيطر ولا تتحكم بنا وسائل العصر الجديدة والمتطورة وتنسينا صفاتنا وسماتنا التي عرفنا بها أمام العالم كمسلمين وكويتيين خيرين ومساعدين للآخرين.
[email protected]