يدخل علينا شهر رمضان الكريم هذا العام في ظروف مختلفة بكل ما تحمله الكلمة من معنى والسبب بالطبع فيروس كورونا الذي اجتاح العالم وغير الكثير من المفاهيم السائدة وأحدث تحولا مفاجئا في أسلوب وتفكير البشر وطريقة تعاملهم وتفاعلهم مع الحياة، في هذا الشهر المميز الذي ينتظره المسلمون في شتى أنحاء الأرض لن يستطيع الناس ممارسة شعائرهم التي تعودوا عليها كالصلاة في المساجد وما يتخللها من عبادات مختلفة من قراءة للقرآن الكريم والتهجد والاعتكاف وذهاب البعض لبيت الله الحرام لأداء العمرة، والتقاء الأهل والأقارب والأصحاب ببعضهم بعضا.
ولا شك أن كل هذه الأمور مجتمعة سيكون انعكاسها سلبيا على الجميع، إلا أنها بالنهاية ستصب في صالح الجميع إذا التزموا بالتعليمات وتحملوا هذه الفترة العصيبة التي نسأل الله سبحانه وتعالي الا تطول، لعلنا ذهبنا بعض الشيء عن محور حديثنا والذي جاء كعنوان للمقال وما يتعلق بالفتاوى والأسئلة التي تصدر من الناس فيما يتعلق بشهر رمضان وأحكامه، من (الشغلات) الطريفة والمتكررة كل عام تجد الكثير من الأشخاص يسألون عن معجون الأسنان هل يبطل الصيام أم لا يبطله وآخر يقول هل زيارة طبيب الأسنان تفطر وسائلة أخرى تسأل عن وضع المكياج في نهار رمضان وكل تلك الأسئلة وما يشبهها نسمعها في جميع القنوات الفضائية وتكرر طوال الشهر ألف مرة، كل تلك الاستفسارات لو كانت قبل 30 سنة ربما يجد الإنسان لها العذر لعدم توافر وسائل التكنولوجيا بشكل واسع وصعوبة الوصول إلى أهل العلم والفتوى وقلتهم في تلك الفترة وغيرهما، ولكن اليوم الوضع مختلف تماما قي ضل الثورة التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وكل شيء موجود بالانترنت وتستطيع أن تحصل على المعلومة في دقائق معدودة من خلال الجهاز المحمول باليد.
أتعجب حقيقة عندما أشاهد القنوات المختلفة وما تعرضه من برامج دينية تناقش مثل هذه الأمور البسيطة وتأتي الأسئلة من مختلف دول العالم هؤلاء المساكين يتكبدون معاناة الاتصال والانتظار ودفع الأموال للحصول على إجابة عادية متوافرة بين أيديهم هل سيتغير هذا الوضع في المستقبل؟ نأمل ذلك.
مبارك عليكم الشهر الفضيل وكل عام وأنتم بخير.
[email protected]